بسم الله وله عظيم الحمد والثناء إذ رزقنا معرفة إمام زماننا الذي تنجي معرفته من ميتة الجاهلية، المهدي المنتظر خاتم أوصياء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله الطاهرين.
السلام عليكم إخوة الإيمان، من القضايا الدينية المهمة التي تناولها أدباء الولاء على مر التأريخ الإسلامي قضية التفاعل الوجداني مع إمام العصر - عجل الله فرجه- وتوجيه قلوب المؤمنين إليه وبعث روح الدعاء بتعجيل فرجه لكي يحقق الله على يديه دولة العدل الإلهي العالمي... وفي هذا اللقاء إخترنا لكم أيها الأعزاء نماذج من هذا النمط من الشعر الولائي، لأديب فقيه هو الشيخ التقي عبد الحسين الأعسم مؤلف كتاب ذرائع الأفهام الى أحكام شرائع الإسلام وكذلك كتاب الأرجوزة في أحكام المواريت، والشيخ الأعسم من علماء حوزة النجف الأشرف ومن أدبائها المبدعين، وقد توفي سنة سبع وأربعين ومئتين وألف للهجرة- رضوان الله عليه-.
في مطلع إحدى قصائده الحسينية قال الشيخ الأعسم مخاطباً بقية الله المهدي- سلام الله عليه-:
لو كان سلوان قلبي فيك مقدوراً
ما كنت فيه بشرع الحب معذورا
من أية الطرق يأتيني السرور ولا
تراك عيني قرير العين مسرورا
هيهات تأميل قلبي للمسرة أو
ألقاك جالبها قباً محاضيرا
تشفي بها غللاً أضحت مسيّرة
إلى انتدابك منظوماً ومنثورا
لا تشتهي النفس مسموعاً سوى نبأ
عنها ولا تستلذ العين منظورا
واحرّ قلبي من طول انتظارك لا
قاسيت من بعد ذاك الصبر تأخيرا
فكم ترى فيئكم نهباً وشرعكم
ممزقاً وكتاب الله مهجورا
شاطرت آباءك البلوى وزدت بأن
طالت عليك بعيد الدار مستورا
ويقول الشيخ عبدالحسين الأعسم في ختام قصيدة حسينية أخرى:
فلهفي على تلك الدماء فلم تزل
تلظى لها في القلب شعلة قابس
ولولا ترجي النفس طلعة ثائرٍ
به أنا من نصري له غير آيس
لما كنت أستسقي لهم بعد رزئهم
حياةً بها ضاقت على منافسي
أبيت وأضحى والها أظهر الأسى
ومستوحشاً أبدي طلاقة آنس
إلى أن يعز الله دين الهدى بمن
يجدد من آثاره كل دارس
ويخصب من ساحاتها كل ممحلٍ
ويورق من أغصانها كل يابس
وتسموله في الخافقين عزائمٌ
تقاضي لنشر العدل غير نواعس
يجب بها عرق الضلال وتكتسي
بها سروات الرشد أسنى الملابس
لوجهتك ابن العسكري توجهت
هداياي يذكوعرفها في القراطس
فجد لي باستنشادها جدة الرضا
لدعبل باستنشاده لمدارس
وقال هذا الفقيه الأديب في بعض أبيات قصيدة ثالثة معبراً عن عميق حبّه لإمام زمانه – عجل الله فرجه-:
هو الهوى مهما كتمته فشا
وكيف تخفى ما به الدمع وشى
شغفت حباً وتروم سلوةً
هيهات أن يسلو مشغوف الحشا
تشكو تجنّي الهوى وهل ترى
من عاشقٍ جرى هواه كيف شا
مستوحشاً بين أهاليك ومن
عيل بهجرمن يحب استوحشا
روحي الفدا لنازح ما خطرت
بخاطري ذكراه إلا انتعشا
أرجو اقتراب وعده معللاً
به فؤاداً لم يزل مشوشا
يا حبذا ساعة لقياه التي
لا يرتجي الدين سواها منعشا
قضيت عمري بين يوم نقضت
على ضحاه لوعتي دجى العشا
أيها الاخوة والأخوات ومن قصيدة رابعةٍ للفقيه عبدالحسين الأعسم نختار هذه الأبيات الثلاثة وفيها يشير الى إنتشار الظلم والجور ويتشوق لإقامة الدولة المحمدية العالمية العادلة. قال- رحمه الله-:
وغدت رعاةً للبرية فيه من
ليس بصالحةٍ لرعي ثواغي
فمتى تعود لآل أحمد دولة
يهنى المحق بها ويفنى الباغي
وأرى ولي الأمر صدرعرمرمٍ
ملأ الفضا بصواهل ورواغي
اللهم عجّل فرج قائم آل محمد- صلى الله عليه وآله- وإجعلنا من خيارأنصاره ومواليه .
كانت هذه مستمعينا الأفاضل مختارات مهدوية من شعر الفقيه البارع والأديب الولائي المبدع الشيخ التقي عبد الحسين الأعسم من أدباء النجف الأشرف وعلمائها في القرن الهجري الثالث عشر رضوان الله عليه وبهذا ينتهي لقاؤنا بكم ضمن حلقةٍ أخرى من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران - تقبل الله منكم حسن الإصغاء والسلام عليكم.