بسم الله وله الحمد والثناء على جميل صنعه اذ جعلنا من شيعة حبيبه المصطفى ووليه المرتضى صلوات الله عليهما والهما أجمعين.
سلام من الله عليكم اخوة الايمان، تحية مباركة… ان مما يميز مدائح أهل بيت النبوة عليهم السلام – تجلي القول الحق فيها بأعلى مراتبه وقوة الادلة التي يستند اليها وهذا مايظهر بوضوح في المديحتين اللتين اخترناهما لهذا اللقاء ولكل منهما حكاية ذات دلالات مكملة، كلاهما من شعر القرن الهجري الاول، رافقونا على بركة الله:
المديحة الاولى وكما نقلها العلامة الاميني في موسوعة الغدير التحقيقية هي للشاعر محمد بن عبد الله الحميري: زميل عمرو بن العاص، وذكر انه ابن القاضي عبد الله بن محمد الحميري الذي قلده معاوية بن أبي سفيان ديوان الخاتم وقد عده صاحب الغدير من شعراء القرن الاول الهجري، ولقصيدته ((بحق محمد قولوا بحق…)) قصة مشهورة فقد اجتمع الطرماح الطائي، وهشام المرادي، ومحمد بن عبد الله الحميري عند معاوية بن أبي سفيان فأخرج بدرة فوضعها بين يديه وقال: يا معشر شعراء العرب! قولوا قولكم في علي بن أبي طالب، ولاتقولوا الا الحق وأنا نفي من صخر بن حرب ان أعطيت هذه البدرة الا من قال الحق في علي. فقام الطرماح وتكلم في علي ووقع فيه فقال له معاوية: اجلس فقد عرف الله نيتك ورأى مكانك! ثم قام هشام المرادي فقال أيضاً ووقع فيه، فقال له معاوية: اجلس مع صاحبك فقد عرف الله مكانكما! فقال عمرو بن العاص لمحمد بن عبد الله الحميري وكان خاصا به: تكلم ولاتقل الا الحق فقام محمد بن عبد الله فتكلم ثم أنشأ قصيدته التي قال فيها:
بحق محمد قولوا بحق
فان الافك من شيم اللئام
أبعد محمد بأبي وأمي
رسول الله ذي الشرف الهمام
أليس علي أفضل خلق ربي
وأشرف عند تحصيل الأنام؟
ولايته هي الايمان حقا
فذرني من أباطيل الكلام
وطاعة ربنا فيها وفيها
شفاء للقلوب من السقام
علي امامنا بأبي وأمي
أبو الحسن المطهر من حرام
امام هدى أتاه الله علما
به عرف الحلال من الحرام
ولو اني قتلت النفس حبا
له ماكان فيها من أثام
يحل النار قوم أبغضوه
وان صلوا وصاموا ألف عام
ولا والله لاتزكو صلاة
بغير ولاية العدل الامام
أميرالمؤمنين بك اعتمادي
وبالغر الميامين اعتصامي
فهذا القول لي دين وهذا
الى لقياك ياربي كلامي
برئت من الذي عادى عليا
وحاربه من أولاد الحرام
تناسوا نصبه في يوم خم
من الباري ومن خير الأنام
برغم الانف من يشنأ كلامي
علي فضله كالبحر طامي
وأبرأ من أناس أخروه
وكان هو المقدم بالمقام
علي هزم الابطال لما
رأوا في كفه ذات الحسام
على ال الرسول صلاة ربي
صلاة بالكمال وبالتمام
وننتقل بكم الان اخوتنا الى المديحة الثانية وحكايتها …فقد روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين ان عبد الله بن سويد الجرشي قال لذي الكلاع الحميري يوم صفين لم جمعت بين الرجلين يعني عمرو بن العاص وعمار بن ياسر، يشير الى تفسير ذي الكلاع المحرف للحديث النبوي التالي واتباعه لابن العاص مفسراً الحديث بأن الفئة الباغية التي تقتل عمار بن ياسر هي التي اخرجته لقتال معاوية في صفين أجاب ذو الكلاع:
لحديث سمعته من عمرو وذكر ان رسول الله قال لعمار بن ياسر: (تقتلك الفئة الباغية)، قال الراوي فخرج عبد الله بن عمر العنسي وكان من عباد أهل زمانه ليلاً فأصبح في عسكر علي فحدث الناس بقول عمرو وعمار وقال العنسي لذي الكلاع:
والراقصات بركب عامدين له
ان الذي جاء من عمرو لمأثور
قد كنت اسمع والانباء شائعة
هذا الحديث فقلت الكذب والزور
حتى تلقيته عن أهل عيبته
فاليوم ارجع والمغرور مقرور
واليوم أبرأ من عمرو وشيعته
ومن معاوية المحدو به العير
لا لا أقاتل عمارا على طمع
بعد الرواية حتى ينفخ الصور
تركت عمرا وأشياعاً له نكدا
اني بتركهم ياصاح معذور
ياذا الكلاع فدع لي معشرا كفروا
أو لا فدينك غبن فيه تغرير
مافي مقال رسول الله في رجل
شك ولافي مقال الرسل تخيير
تقبل الله منكم اخوة الايمان جميل الاصغاء لحلقة اليوم من برنامج (مدائح الانوار) استمعتم لها من اذاعة طهران دمتم في رعاية الله.