بسم الله وله كامل الحمد والشكر على أن هدانا لمحبته ببركة التمسك بموالاة أحب خلقه إليه محمد وآله طاهرين. السلام عليكم إخوة الإيمان، شاعر هذا اللقاء هو من كوكبة العلماء الشعراء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الدفاع عن الثقلين. وهو أحد أعلام علماء الإمامية في القرن الهجري الثالث عشر، أنه الشيخ علي آل الشيخ رمضان الخزاعي الإحسائي، وينتهي نسبه إلى شاعر أهل البيت الشهيد دعبل الخزاعي رضوان الله عليه، عاش في بداية شبابه في بلدة الإحساء ودرس فيها مقدمات العلوم الشرعية وشب فيها مستفيداً من الطاف والده الجليل وناهلا من علمه الجم، ثم هاجر من الأحساء سائحا في بلاد الله العريضة مستثمرا أسفاره لصالح دينه ودنياه، فزار كلا من البحرين وشيراز ويزد وكرمان وسعيدآباد وأكثر مدن إيران الكبيرة، كما تشرف بزيارة الإمام الرضا عليه السلام، وكانت ( الاحساء) تعيش اضطرابات وفتن طائفية شديدة، وقاسى شيعة المنطقة حينها أبشع الوان الظلم والإضطهاد، ورغم الظروف الصعبة، عاد في أواخر عمره إلى وطنه الإحساء، واستقر بها، وكان يقوم فيها بواجباته الدينية من التدريس والوعظ والإرشاد الى حين إستشهاده قدس سره الشريف.
كان عمره حين استشهاده أكثر من ثمانين عاما، وبدأت قصة استشهاده بنقل أحفاده كما يلي: اطلع أحد علماء الوهابية المتعصبين وهو قاضي الاحساء الرسمي ذلك الحين على بعض الكتب العقائدية من تأليف الشيخ آل رمضان فأثارت غضبه وحنقه لمخالفتها لعقائد الوهابية، كما حصلت بينه وبين المترجم مناظرات في مجالس مختلفة أدت إلى هزيمة العالم الوهابي وعجزه عن الرد العلمي، عندها وشي الناصب الوهابي بالشيخ علي إلى السلطة الحاكمة آنذاك وحرضها على النيل منه، فما كان من السلطة إلا أن أودعته السجن، حيث لاقى فيه على شيخوخته، ألوان العذاب والإهانة. وبعد مدة أطلق سراح المترجم وسمح له بالعودة إلى منزله، وقبل وصوله إلى دار سكناه علم القاضي الوهابي بالإفراج عنه فاستشاط غضبا وحقدا، وأصدر حكما ظالما بقتل الشيخ علي أينما وجد، وأمر مناديه أن ينادي في السوق، من أراد قصرا في الجنة فليضرب شيخ الرافضة علي بن رمضان! وكان الشيخ في طريقه من سجنه إلى منزله مارا بسوق البلدة، فانهال عليه الأوباش وسفلة السوق والقصابون من أتباع الوهابية، ورشقوه بالحجارة وضربوه بالحديد والأخشاب والسكاكين حتى سقط إلى الأرض مضرجا بدمائه، وبينما هو يجود بنفسه إذ قصده أحد القصابين، واسمه علي أبو مجداد وبيده عظم فخذ بعير، فضرب شيخنا الشهيد على رأسه وفلق هامته، ففاضت روحه الطاهرة ومضى إلى ربه مظلوما شهيدا صابرا محتسبا. وكانت شهادته في مدينة (الهفوف) بالاحساء حدود سنة ۱۲۷۰ هجري.
فاصل
قال الشيخ آل رمضان مخاطباً أهل بيت النبوة عليهم السلام:
أنتم مناي من الزمان وبعدكم
كدري وقربكم الشهي صفائي
لاشيء أحلى في فمي من ذكركم
إلا مديح السادة النجباء
أهل الجلال أولو الكمال وخيرة
المتعال من أرض له وسماء
آل النبي الطهر زينة يثرب
وجمال من قد حل بالبطحاء
غوث الأنام وغيثهم وعمادهم
وملاذهم في شدة ورخاء
نزل الكتاب بدورهم في فضلهم
والأنبياء حكته في الأنباء
خزان علم الله موضع سره
أمناؤه في الجهر والإخفاء
آتاهم في العلم ما قد كان أو
هو كائن من جملة الأشياء
سل عن مناقبهم عدوهم تجد
ما تبتغي منها لدى الأعداء
واسمع من الصلوات ما يتلى بها
من فضلهم واسمع من الخطباء
أبداهم الرحمن نور هداية
أذ جاش ليل الكفر بالظلماء
وقضى محبتهم وطاعتهم على
الثقلين من داني المحل ونائي
لاتقبل الحسنات من عمل امرئ
ما لم يجئ لهم بمحض ولاء
نطق الكتاب وسنة الهادي به
وبدا لدى الجهال والعلماء
يا ليت شعري كيف يقدر قدرهم
قولي ولو بالغت في الإطراء
ماذا أقول وما عسى أنا بالغ
من وصفهم في مدحتي وثنائي
تلك المناقب ما لها عدّ ولو
كانت مدادا لجة الدأماء
يا سادتي يا آل طه أنتم
أملي وذخري في غد ورجائي
أعددت حبكم لنيل سعادتي
في النشأتين معا ومحو شقائي
فتشفعوا في عبد عبدكم وفي
آبائه طرا مع الأبناء
وعليكم صلى وسلم خالق
أنتم لديه أكرم الشفعاء
إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، قرأنا لكم في هذا اللقاء من برنامج (مدائح الانوار)، أبياتاً ولائية للعالم الشهيد الشيخ علي آل رمضان الخزاعي الإحسائي رضوان الله عليه. تقبل الله أعمالكم وفي امان الله.