البث المباشر

أشعار المؤدب النيلي والجبائي الهيتي في مدح الوصي المرتضي (عليه السلام)

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 10:15 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 351

بسم الله وله عظيم المدح والحمد والثناء على أن جعلنا من شيعة حبيبه المصطفى وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمين. السلام عليكم إخوة الولاء، من الملاحظ في شعراء الولاء أن كثيرا منهم هم من العلماء المحدثين والمتقين الذين حفظوا الأحاديث الشريفة ودونوا مضامينها في شعرهم ليؤدوا بذلك قسطا من حق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وحفظه بالإلتزام بوصاياه بشأن التمسك بعترته الطاهرة وهي عدل القرآن الكريم كما صرح بذلك حديث الثقلين. ومن نماذج هؤلاء الشعراء العلماء من أعلام القرن الهجري السادس شاعرا هذا اللقاء وهما المؤدب النيلي ومجد الدين الجبائي الهيتي رضوان الله عليهما.
جاء في موسوعة الغدير للعلامة الأميني في ترجمة الشاعر الأول قوله هو سعيد بن أحمد بن مكي النيلي المؤدب، من أعلام الشيعة وشعرائها المتفانين في حب العترة الطاهرة وولائها، وقد عده الحافظ السروي في كتاب معالم العلماء من المتقين من شعراء أهل البيت عليهم السلام. وقال الحموي عنه هو: المؤدب الشيعي كان نحويا فاضلا عالما بالأدب، له شعر جيد أكثره في مديح أهل البيت وله غزل رقيق. توفي سنة (٥٦٥ هجرية) وقد ناهز المائة. قال رضوان الله عليه من قصيدة ولائية في ذكر خصائص أمير المؤمنين عليه السلام:

ألم تعلموا أن النبي محمدا

بحيدرة أوصى ولم يسكن الرمسا؟

وقال لهم والقوم في خم حضر

ويتلو الذي فيه وقد همسوا همسا

علي كزري من قميصي وإنه

نصيري ومني مثل هارون من موسى

أما رد كف العبد بعد انقطاعها؟

أما رد عيناً بعد ما طمست طمسا


وللمؤدب النيلي في مدح أمير المؤمنين عليه السلام قوله رحمه الله من إحدي قصائده:

فإن يكن آدم من قبل الورى

نبي في جنة عدن داره

فإن مولاي علي ذو العلى

من قبله ساطعة أنواره

تاب على آدم من ذنوبه

بخمسة وهوبهم أجاره

وإن يكن نوح بنى سفينة

تنجيه من سيل طمى تياره

فإن مولاي علي ذو العلى

سفينة ينجي بها أنصاره

ردت له الشمس بأرض بابل

والليل قد تجللت أستاره

وإن يكن موسى رعى مجتهدا

عشرا إلى أن شفه انتظاره

وسار بعد ضره بأهله

حتى علت بالواديين ناره

فأن مولاي علي ذو العلى

زوجه واختار من يختاره

وإن يكن عيسى له فضيلة

تدهش من أدهشه انبهاره

من حملته أمه ما سجدت

للات بل شغلها استغفاره


مستمعينا الأفاضل، أما الشاعر الثاني في لقاء اليوم من برنامج مدائح الأنوار فهو مجد الدين أبو عبد الله محمد بن منصور بن جميل الجبائي، ولد في هيت من مدن العراق، وقدم بغداد ودرس فيها حتى برع في الفقه والفرائض والنحو وسمع الحديث. فهوكاتب شاعر، وأديب متضلع، له في النحو واللغة والأدب، وقرض الشعر خطوات واسعة. توفي سنة (٦۱٦ هجرية)، ودفن في مقابر قريش في الكاظمية. قال رضوان الله عليه مادحا سيد الوصيين عليه السلام :

ومن أعطاه يوم غدير خم

صريح المجد والشرف القدامى

ومن ردت ذكاء له فصلى

أداء بعد ما ثنت اللثاما

وآثر بالطعام وقد توالت

ثلاث لم يذق فيها طعاما

بقرص من شعير ليس يرضى

سوي الملح الجريش له إداما

أبا حسن وأنت فتى إذا ما

دعاه المستجير حمى وحاما

أزرتك يقظة غرر القوافي

فزرني يابن فاطمة مناما

وبشرني بأنك لي مجير

وأنك مانعي من أن أضاما

فكيف يخاف حادثة الليالي

فتى يعطيه حيدرة ذماما

سقتك سحائب الرحمن سحا

كفيض يديك ينسجم انسجاما

وزار ضريحك الأملا ك صفا

على مغناك تزدحم ازدحاما

ولا زالت روايا المزن تهدي

إلى النجف التحية والسلاما


رحم الله الأديب المحدث والفقيه العالم مجد الدين الجبائي الهيتي وجزاه الله خيرا على هذه الأبيات الولائية الصادقة. وجزاكم الله خيرا إخوتنا مستمعي إذاعة طهران على جميل متابعتكم لهذا اللقاء من برنامج (مدائح الأنوار)، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة