بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على انوار هدى الله المصطفى حبيب الله واله امناء الله. السلام عليكم اخوة الايمان ورحمة الله وبركاته، نقرأ لكم في هذا اللقاء القصيدة البائية الغراء في مدح الوصي المرتضى عليه السلام، التي أنشأها ضمن ثلاث قصائد الفقيه الحنفي والمحدث الاديب صاحب كتاب (الاربعين في مناقب النبي الامين ووصيه أمير المرمنين)، وكتاب المناقب ومقتل الحسين، وغيرها من الكتب النافعة وهو الحافظ الشهير ابو محمد الموفق بن أحمد المكي الحنفي الخوارزمي من أعلام حفاظ أهل السنة في القرن الهجري السادس، المتوفى سنة ٥٦۸ للهجرة المباركة رضوان الله عليه.
قال الموفق الخوارزمي في احدى قصائده الثلاث في امير المؤمنين عليه السلام:
هل أبصرت عيناك في المحراب
كأبي تراب من فتى محراب
لله در أبي تراب انه
أسد الحروب وزينة المحراب
هو ضارب وسيوفه كثواقب
هو مطعم وجفانه كجوابي
هو ماهد أرض الدماء ومطلع
شهب الاسنة في سماء ضراب
هو قاصم الاصلاب غير مدافع
يوم الهياج وقاسم الاسلاب
ان النبي مدينة لعلومه
وعليه الهادي لها كالباب
وطهارة الهادي علي أشعرت
بطهارة الارحام والاصلاب
ما أرتاب في فضل المحق المهتدي
غير الغوي المبطل المرتاب
ويستمر هذا العالم المحدث بتسجيل بعض ما رواه من خصائص امير المؤمنين عليه السلام في قصيدته قائلاً:
قد حاز غايات العلى لما كبا
من دونهن مشمروا الطلاب
فتح المبشر باب مسجده له
اذ سد فيه سائر الابواب
صك العدى أسنانهم لما منوا
منه بليث كاشر الأنياب
كالشهد مولانا علي المرتضى
للاولياء وللعدى كالصّاب
في السلم طود في الحروب عقيقة
بالعدل راض للهضيمة ابي
فالى الثريا كم أثار عجاجه
من كل رأس في الثرى منساب
غيث هطول يوم بسط حرائب
ليث صؤول يوم قض حراب
ان الوصي مجندل عمر الضبا
في الله بين دكادك وروابي
ان الوصي لملقح لوقايع
ولدت حتوف أسودها في الغاب
ان الوصي لفي صباه جامع
عزم الكهول الى صيال شباب
ان الوصي أبا تراب دس في
بطن التراب جماجم الاتراب
ان الوصي لموضع الاسرار اذ
زمّ النبي مطيةً لذهاب
ان الوصي أخا النبي المصطفى
زمن الصبا ما جرّ ذيل تصابي
ان الوصي ضميره لم ينسدل
يوماً على الاحقاد للاصحاب
ان الوصي كمن علمتم لبه
متثبت في مدحض الالباب
ان الوصي عن الفواحش معرض
ومعرض لكتائب وكتاب
ورث السماحة معشرا
جبلوا بأجمعهم على الانجاب
وجلت خطابته عرايس حردا
للفاضلين كثيرة الخطاب
وله مناقب مدّ مدحي بعضها
فيها وأكثرها وراء نقاب
أعربت عنها ملأ حيزومي ولم
أقطع مطامع حلية الاعراب
ياعاتبي بهوى علي زدته
صدقا هواي فزد بكبت عتاب
أهوى جديد القلب في ايمانه
رث العمامة بالي الجلباب
أرهبتني بلوائم لفقتها
لما علمت بشأنه إعجابي
وأهبت نحوي بالملام بأنني
بهوى علي قد ملأت إهابي
ولقد اتى هذا الفتى ما قد أتى
في هل أتى فإلى متى ارهابي
ان كان أسباب السعادة جمة
فهوى علي أأكد الاسباب
وكسوت أعقابي بنظمي مدحة
حللا تجد على بلى الاحقاب
حسناه وهو وفاطم أهواهم
حقا وأوصي بالهوى أعقابي
كانت هذه اخوتنا مستمعي اذاعة طهران احدى القصائد الثلاث التي أنشأها الفقيه الحنفي والمحدث العالم الموفق الخوارزمي من أعلام القرن الهجري السادس في مدح أمير المؤمنين عليه السلام، قرأناها لكم ضمن هذه الحلقة من برنامج (مدائح الانوار)، تقبل الله منكم جميل الاصغاء والمتابعة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.