الأمير ابو الفتح الحسين بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار المعروف بابن أبي حصينة المعري، المتوفى منتصف شعبان سنة ٤٥۷. ذكره ياقوت في معجم الأدباء ووصفه بالأديب الشاعر، ويدل ما أورده من شعره انه كان شاعرا مجيدا. وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال: الحسين بن عبد الله ابن أبي حصينة المعري شاعر مشهور، وحضر وفاة القاضي أبي يعلي حمزه بن الحسين بن العباس الحسيني ورثاه بقصيدة. قال الأمير ابو الفتح الحسين بن أبي حصينة المعري في إحدى قصائده الإحتجاجية:
لولا بنو الزهراء ما عرف التقى
فينا ولا تبع الهدى الأقوامُ
يا آل احمد ثُبتت أقدامكم
وتزلزلت بعداكم الاقدام
لستم وغيركم سواء أنتم
للدين أرواح وهم أجسام
يا آل طه حبكم وولاؤكم
فرض وان عذل اللحاة ولاموا
مستمعينا الأكارم ومن القرن الهجري الخامس ننقلكم الى القرن الهجري الثاني عشر، فنتلوا لكم أبياتاً ولائية بديعة في مدح الإمام الحسين عليه السلام، من خلال بيان بركات روضة مشهده المقدس. وهذه الأبيات هي من قصيدة إنشأها علم كربلاء في عصره، المدرس في الروضة الحسينية السيد الشهيد ابو الفتح عز الدين نصر الله الفائزي الموسوي الحائري، الذي قضى عمره الشريف في خدمة الدين الحنيف حتى استشهد بسعي بعض النواصب في اسطنبول حيث قتل مظلوماً سنة ۱۱٥٥ للهجرة. قال رضوان الله عليه في التشويق إلى كربلاء المشرفة ومدحها ومدح ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أبي عبد الله الحسين عليه السلام:
يا تربة شرفت بالسيد الزاكي
سقاك دمعُ الحيا الهامي وحياكِ
زرناك شوقا ولو أن النوى فرشت
عرض الفلاة لنا جمرا لزرناكِ
وكيف لا وقد فقت السماء عُلى
وفاق شهبُ الدراري الغر َحصباك
وفاق ماؤك أمواه الحياة وقد
ازرى بنشر الكبا والمسك رياك
رام الهلال وان جلت مطالعه
ان يغتدي نعل من يسعى لمغناك
وودت الكعبة الغراء لو قدرت
على المسير لكي تحظى بمرآك
اقدام من زار مثواك الشريف غدت
تفاخر الرأس منه طاب مثواكِ
ولا تخاف العمى عين قد اكتحلت
أجفانها بغبار من صحاراك
فأنت جنتنا دنيا وآخرة
لو كان خلد فيك المغرم الباكي
وليس غير الفرات العذب فيك لنا
من كوثر طاب حتى الحشر مرعاك
وسدرة المنتهى في الصحف منك زهت
طوبى لصبِ تملى من محياك
كم خضت بحر سراب زادني ظمأ
سفينة العيس من شوقي للقياكِ
كم قد ركبت إليك السفن من شغف
فقلت يا سفن بسم الله مجراك
لله أيام أنس فيك قد سلفت
حيث السعادة من أدنى عطاياك
فكم سقيت بها العاني كؤوس منى
ممزوجة بالهنا سقيا لسقياك
وكم قطفنا بها زهر المسرة من
وصال قوم كرام الأصل نساك
كأنهم أبحر جودا ولفظهم
كأنه درر من غير أسلاك
حياك ربي وحيا سادة نزلوا
في القلب مني وان لاحوا بمغناك
ولا برحت ملاذا للأنام ومصباح
الظلام وبرء المدنف الشاكي
كانت هذه إخوتنا مستمعي إذاعة طهران أبياتاً مختارة من قصيدة ولائية بليغة في بيان بركات الروضة الحسينية، وهي من إنشاء العالم الجليل والأديب البارع السيد الشهيد ابي الفتح نصر الله المدرس الحائري من أعلام علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام في القرن الهجري الثاني عشر. وبها ننهي لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار)، نشكر لكم طيب الإصغاء ونودعكم بدعاء هو دمتم في رعاية الله.