بسم الله وله صادق الحمد والثناء إذ أنعم علينا بمعرفة ومودة أعلام صراطه القويم الهادي المختار وآله الأطهار صلوات الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار. السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء والوفاء، إن من أعظم وسائل التقرب الى الله عزوجل والنجاة من فتن الدنيا وأهوال الآخرة هو حب أهل بيت النبوة المحمدية عليهم أفضل التحية والسلام فهم أبواب الحوائج الى الله عزوجل والوسيلة الى حصن توحيده الخالص. هذه الحقيقة الشرعية يصّورها في الأبيات التي اِخترناها لهذا اللقاء أديب المغرب العربي في القرن الهجري الثالث عشر الشاعر التونسي العالم أبو الثناء محمود بن محمد قابادو، المتوفى سنة ۱۲۷۱ للهجرة رضوان الله عليه كونوا معنا على بركة الله.
قال أبو الثناء محمود قابادو التونسي من قصيدة غراء في مدح النبي الأكرم وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين:
إن السيادة في أبناء فاطمةٍ
سجية فطرت فيهم وما فطموا
شّبت مزاياهم عن طوق كل ثنا
والوا نجوماً بشع الشمس تنتظم
آل النبي نخت مني بشكركم
جوارحٌ وفؤادٌ مخلص وفمُ
دانت بحبكم حتى تخّللها
وَحل حيث تحلّ الروح والنسمُ
وإن لي نسباً فيكم أمتّ به
وذمة بمدحي وهي تحترمُ
يا أهل بيت رسول الله جاهكم
عند الإله عظيم الخطر محترم
يا أهل بيت رسول الله رُكنكم
حِمى منيع به تستعصم ُالأمم
يا أهل بيت رسول الله ذِكركم
هو الشفاء إذا ما أعضل الألم
يا أهل بيت رسول الله لاحرمٌ
إلا حماكم بيوم ٍ شرّه عممُ
إذ لا يرى حسب ٌ عالٍ ولا نسب
يوم القيامة إلا وهو منحسمُ
يا أهل بيت رسول الله كم منن
لجاهكم شهدتها العربُ والعجمُ
كم من غريقٍ نجا لم اِستغاث بكم
وتائهٍ في موامٍ ظل ّ يقتحمُ
وَواقعٍ في سواجب ومنقطع
عن الرفاق ومشفٍ شفّه سقمُ
مدينةُ العلمِ آوَت نجركم وغدا
علي مجدٍ وفخرٍ بابها لكمُ
ذريةٌ بعضها من بعضها فلها
بالمصطفى وابن عمّ المصطفى رحمُ
بجدكم قد تعالى مجدكم وسما
فأي علياءَ لا تعنو لمجدكمُ
لدى العظائم نستذري بجاهكمُ
لا سيما حين منا تُنزعُ النسمُ
إذا اللسان عن الإفصاح معتقلٌ
والنفس تطحو بها من سكرةٍ غممُ
قدِ انتهت للتراقي وهي جائشةٌ
هولَ اللقا وفراق الجسم تقتحمُ
هناك نرجوا بكم حسن الخلاص
وتثبيتاً على كلمة الإخلاص يختتم
وحين نحيا فرادى في حشى جدثٍ
ونبتلى بسؤالٍ خطبه فقم
ويوم نخرج منه بارزين الى
الحساب إذ يتجلّى المالك الحكم
إذ تزفر النار من غيظٍ وتسفر عن
هولٍ تكاد به الأصلاب تنقصم
وللصراط عليها موردٌ رهقٌ
يلجا إلى جشمه ناجٍ ومرتطم
وكيف يحزن من إفراغ يومئذٍ
محبّكم وشفيع الحشر جدّكم
أليس أمّته كانت به وسطا
ومن ضلالٍ لدى إجماعهم عصموا
ومنهم العلماء الوارثون غدت
كرامة معجزات الأنبيا لهم
الكارعون من الورد الذي نهلوا
والشاهدون لهم إذ تحشر الأُمم
قد أعظم الله في التوراة نعتهم
حتى تمنّى الكليم نيل نعتهم
فكيف بالآل لا كيف بمثلهم
وكيف شأنهم يعلو وينفخم
هم بضعةٌ من رسول الله طيبة
مؤملٌ فضلها الذاتي والكرم
مغنطيساً لجميع المكرمات غدوا
فلا قرار لها الاّ بوصلهم
هم البقية فينا للنبي وما
في الأرض من صفوةٍ لله مثلهم
من يعتلق حبل عهدٍ منهم فله
عند المهيمن عهدٌ ليس ينصرم
حبّ وإعظام النبي قضى
بحبّهم وبحبّ من يحبّهم
رحم الله الأديب المبدع أبا الثناء محمود قابادو علم الأدب التونسي في القرن الهجري الثالث عشر على هذه الأبيات البليغة المعززة لحب ومودة ألعترة المحمدية في القلوب، شكراً لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران على جميل الإصغاء وحسن المتابعة الى لقاء آخر من برنامج (مدائح الأنوار) دمتم بكل خير وفي أمان الله.