بسم الله وله خالص المدح والثناء على أن جعلنا من أهل مودة وموالاة محمّد وآله الطاهرين والبراءة من اعدائهم الظالمين. السلام عليكم اخوتنا المستمعين، من الحقائق العقائدية التي بينتها النصوص الشريفة قرآناً وسنة، هي أن اهل بيت النبوة عليهم السلام هم الصراط المستقيم والسبيل الى القرب الالهي والوسيلة الى الله جل جلاله. ولذلك تمحورت جهود أئمة الكفر من شياطين الجن والأنس على محاربتهم عليهم السلام وصدّ الناس عنهم لأنهم السبيل الى الله ومرضاته. هذه الحقيقه تصوّرها ببلاغة وشفافية مؤثرة قصيدة ولائية غراء للأديب الولائي المعاصر الإستاذ ابراهيم رفاعة حفظه الله. نقرأ لكم شطراً منها في هذا اللقاء فتابعونا مشكورين.
ابتدأ الأديب الإستاذ ابراهيم رفاعة قصيدته باشارة لطيفة الى آثار الإكثار من الصلاة على محمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين في نزول البركات الإلهية على المؤمن، قال:
صلوات الله كحلٌ للبصر
ونعيمٌ يملأُ القلب دُرَر
لاحباءٍ ومن يزهو بهم
مفرق التوحيد شمساً وقمر
هم آل الله والنور الذي
فطر الله به ما قد فطر
ولا يخفى عليكم مستمعينا الأفاضل وصف أهل البيت النبوي عليهم السلام بأنهم (آل الله) هو وصف ورد في عدة من نصوص زياراتهم المأثورة، ويشير فيما يشير الى شدة قربهم من الله وانهم الوسيله إليه جل جلاله. ونبقى أيها الأخوة والأخوات مع الإستاذ رفاعة في مديحته، حيث يعطر قلوبنا بذكر آل الله قائلاً:
أحمدٌ وهو علي نفسُه
والبتول الطهرُ عزٌّ وخفر
والزكي المجتبى رابعهم
وحسينٌ..آه يا قلبُ إنفطر
من بنيه تسعهٌ تاسعهم
قائمٌ بالحق مأمولٌ أغر
معهم في النور من أبنائهم
كلُ صديقٍ نقي مزدهر
هم ثقاة الله هم أحبابه
بهم يؤتي عطاياه البشر
هم هداةٌ، معدن الخير وهم
رحمة الله تجلّت في الصور
نزلوا طوعاً الى الأرض وهم
حول عرش الله انوار زهر
ليعيدوا الخلق لله كما
عودة القطرة شوقاً للبحر
فهم التوحيد، من والاهم
عرف الله وفي النور إستقر
رحمة سابغةً لا تنقضي
ودرارٍ نيّرات ودرَر
كرمٌ ما بعده من كرم
اِي وحقِ الله غيثٌ ومطر
إرثهم أسماؤُهُ الحسنى فهل
لهم في الكون شبهٌ ينتظر؟
صلوات الله تزجى دائماً
في غدوٍّ ورواحٍ مستمر
صلواتٌ خصهّم بارئهم
بتحاياها صباحاً وسحر
فأجعل اللهم ذكري لهم
كيف ما شئت من الذكر الأبر
خالص التوحيد في الحبّ لهم
لست اهوى غيرهم مهما كبر
فهم العشق تساما صعداً
وعداهم عدمٌ محضٌ وشر
أعم يا مولاي عن غيرهم
نظر القلب ومن عيني البصر
فولاهم جوهر التوحيد، كم
أبتغي فيه فناءً لا يذر
من وجودي أي شي شاخصاً
غايةُ الغاياتِ محوٌ للأثر
إنما الحب نعيمٌ مذهل
وظلامُ البغض نارٌ وسعر
ولو الخلق أحبّوا كلّهم
من أحب الله لم يخلق سقر
غير أن الحسد اللاهب قد
هاج في صدر اُناس وإستعر
فغدا يغوي البرايا قاطعاً
لسبيل الله صدّاً وحصر
وتولى كبرها الآثم من
هو أصل الكفر والبغي الأشر
جمع الملعون أجناداً له
هم جنود الجهل في الدهر وكر
فغزا الخلق فمن كان له
صاغيا بقسطٍ منه مر
وبدا شجرة خبثٍ ماردٍ
فرّخت في الأرضِ أخباث الشجر
نفسه والعوذ بالله اغتدت
كجحيم تتلظى وتُجر
شُغله الحرب لآل الله، لا
يبتغي إلا إنتقاماً لا يقر
وزرهُ كلِّ الجنايات التي
في الدنا يا بئس ما كان وزر
فعليه كلُ آثام الورى
وهي كبرى كبرياتٍ في الكبر
قرأنا لكم أيها الأخوة والأخوات شطراً من قصيدة غراء للاديب الولائي المعاصر الاستاذ ابراهيم رفاعة، إشتملت على تصوير فني بليغ لمقامات أهل بيت النبوة عليهم السلام في هداية الخلق الى القرب الإلهي، ودور شياطين الإنس والجن في الصد عنهم لأنهم السبيل الى الله جل جلاله. وبهذا تنتهي حلقةٌ اُخرى من برنامج (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران شكراً لكم ودمتم بكل خير.