بسم الله وله الحمد والمجد رب العالمين والصلاة والسلام على مطالع نوره المبين محمد وأله الطاهرين. السلام عليكم اخوتنا المستمعين، من أعلام الشعر الولائي لأهل بيت النبوة عليهم السلام في الاندلس ابو العباس احمد بن يعيش بن شكيل الصوفي الشاعر الاندلسي المبدع، وهو من أهل (شربش) وصفه ابن الابار في كتابه (تحفة القادم) بانه أحد الشعراء الفحول مع نزاهة سابغة الذيول. توفي بدون علة ولعله رحل شهيداً سنة خمس وستمائة للهجرة كما نقل الصفدي في كتاب الوافي بالوفيات، ولهذا الشاعر الولائي المبدع قصائد عدة في اعلان الولاء للعترة المحمدية الطاهرة عليهم السلام والبراءة من أعدائهم، وقصائده الولائية هذه تعد من غرر الشعر الولائي الاندلسي الذي تعرض للكثير من الظلم والتعتيم بسبب مناصرته لاهل بيت النبوة عليهم السلام، نقرأ لكم اخوة الايمان في هذه الدقائق نماذج من شعر ابي العباس بن شكيل الاندلسي في مدح انوار العترة المحمدية، فكونوا معنا:
قال رحمه الله في مقطوعة يتبرأ فيها من أعداء الله عزوجل:
عاديت في الله قوماً أنكروا رصداً
للدين تطهير أهل البيت ذي الحجب
يا أهل بيت النبي المصطفى حربي
ممن يخفض من أقداركم حربي
من لم يقل ان خير الناس كلهم
أنتم فقد سدّ باب الصدق بالكذب
الله طهركم والرجس أذهبه
عنكم شهادة رب العرش في الكتب
وقائلٍ لا جواباً عن طهارتكم
ويل لقائلها ان كان لم يتب
يا من يفاخر بالانساب هل لك في
فخرٍ فحب النبي المصطفى حسبي
بيوم البعير ويوم النهروان وفي
صفين داوى شكاة الدين بالقضب
ما كنت أجعل شكاً في أبي حسنٍ
ولو رمتني جميع العجم والعرب
ونرى هذا الشاعر الولائي الاندلسي في قصيدة احتجاجية يدافع فيها برهانياً واستدلالياً عن حق الوصي المرتضى عليه السلام قائلاً:
لقد طهر الرحمان آل محمدٍ
وأذهب عنهم رجسهم وهدوا كلا
عجبت لقومٍ لايرون وصيه
أبا حسن للامر يوم انتدوا أهلاً
أما كان في آل النبي محمد
بزعمكم من يشهد العقد والحلا
كذبتم أخوه كان فيهم وعمه
أشد الوري رأياً وأوثقهم الّا
فمن كان يدعوه الرسول لنصره
اذا لقحت حرب ومن كان للجلا
ومن كان في دار النبي خليفة
كهارون من موسى ومن بسط العدلا
ومن كان مولى من يوالي محمداً
ومن كان أسمى في المناسب أو أعلى
فموسى وهارون كأحمد والرضا
علي فهل من ثالثٍ نال ذا الفضلا
أخوة خير الناس خير مزيةٍ
فأين بكم عن هذه أوضحوا السبلا
واربعة والمصطفى خامس لهم
أفاض عليهم مرطه وتلا فصلا
وفيهم علي بالكساء ملفعاً
وفي سورة الانسان أمدحه تتلى
واني لأعطي أول الفضل رتبةً
وان لامني قوم لأول من صلى
مستمعينا الافاضل وللشاعر الولائي ابن شكيل الاندلسي رحمه الله مقطوعة وجدانية في مدح أولياء الله عزوجل يتشوق فيها للقائهم عليهم السلام والاقتداء بسيرتهم يقول فيها:
حدثني الشوق عن تباريحي
أن ضنى الجسم صيقل الروح
وأن صفر الوجوه مسفرة
تشرق في الليل كالمصابيح
أفلح عبد جفا الكرى سهراً
بين سجودٍ وبين تسبيح
خلا بمولاه غير ملتفتٍ
في الجمع للفرق غير تلويح
شاهد ما غاب في سريرته
وطار احساسه مع الريح
لا مثل من لونت مسالكه
فتاة بين المهامه الفيح
مولاي اني عليك معتمد
فجد بفضلٍ علي ممنوح
ونجني فالذنوب مغرقتي
وأنت نجيت تابعي نوح
قرأنا لكم اخوتنا مستمعي اذاعة طهران مقطوعات في مدح وموالاة العترة المحمدية الطاهرة من انشاء احد أعلام الشعر الولائي الاندلسي في القرن الهجري السادس وهو ابو العباس أحمد بن يعيش بن شكيل رضوان الله عليه، نشكر لكم جميل الاصغاء والى لقاء آخر بمشيئة الله من برنامج (مدائح الانوار)، دمتم في رعاية الله.