بسم الله وله الحمد على أن جعلنا من أمة سيد النبيين ومن شيعة وصيه المرتضى والائمة من ولده الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم اخوتنا المستمعين، أهلاً بكم أيها الاعزاء معكم ومديحة غراء للعترة المحمدية الطاهرة تعد من غرر مدائحهم عليهم السلام نعرفكم أولاً بشاعرها وهو كما جاء في موسوعة الغدير القيمة، ابو العلا محمد بن إبراهيم السروي، هو شاعر طبرستان الأوحد، وعلم الفضيلة المفرد، وله مساجلات ومكاتبات مع أبي الفضل ابن العميد، المتوفى سنة ۳٦۰، وله كتب وشعر رائع وملح كثيرة ذكرت منها في كتاب يتيمة الدهر للثعالبي جملة صالحة وكذلك في كتاب (محاسن أصبهان) وفي كتاب (نهاية الأرب في فنون الأدب). ولأبي العلاء السروي مدائح غراء في أهل بيت النبوة عليهم السلام منها القصيدة الفائية البديعة التي أشتملت على مقارنات وصور فنية بليغة اختصت بها، نقرأ لكم هذه المديحة المؤثرة بعد قليل فتابعونا مشكورين.
نقل مديحة ابي العلاء محمد بن ابراهيم السروي الحافظ الحلبي السروي في كتابه القيم (مناقب آل آبي طالب) وجاء فيها قوله:
ضدان جالا على خديك فاتفقا
من بعد ما افترقا في الدهر واختلفا
هذا بأعلام بيض اغتدا فبدا
وذا بأعلام سود انطوى فعفا
أعجب بما حكيا في كتب أمرهما
عن الشعارين في الدنيا وما وصفا
هذا ملوك بني العباس قد شرعوا
لبس السواد وأبقوه لهم شرفا
وذي كهول بني السبطين رأيتهم
بيضاء تخفق أما حادث أزفا
كم ظل بين شباب لابقاء له
وبين شيب عليه بالنهى عطفا
هل المشيب الى جنب الشباب سوى
صبح هنالك وجه الدجى كشفا؟!
وهل يؤدي شباب قد تعقبه
شيب سوى كدر أعقبت منه صفا؟!
لولم يكن لبني الزهراء فاطمة
من شاهد غير هذا في الورى لكفى
فراية لبني العباس عابسة
سوداء تشهد فيه التيه والسرفا
وراية لبني الزهراء زاهرة
بيضاء يعرف فيها الحق من عرفا
شهادة كشفت عن وجه أمرهما
فبح بها وانتصف ان كنت منتصفا
حاز النبي وسبطاه وزوجته
مكان ما أفنت الأقلام والصحفا
والفخر لوكان فيهم صورة جسد
عادت فضايلهم في أذنه شنفا
وقد تناكرت الأحلام وانقلبت
فيهم فأصبح نور الله منكسفا
ألا أضاء لهم عنها أبو حسن
بعلمه؟ وكفاهم حرها وشفا؟!
وهل نظير له في الزهد بينهم
ولو أصاح لدنيا أو بها كلفا؟!
وهل أطاع النبي المصطفى بشر
من قبله؟ وحذا آثاره وقفا؟!
وهل عرفنا وهل قالوا سواه فتى
بذي الفقار الى أقرانه زلفا؟!
يدعو النزال وعجل القوم محتبس
والسامري بكف الرعب قد نزفا
مفرج عن رسول الله كربته
يوم الطعان اذا قلب الجبان هفا
تخاله أسدا يحمي العرين اذا
يوم الهياج بأبطال الوغى رجفا
يظله النصر والرعب اللذان هما
كانا له عادة اذ سار أو وقفا
شواهد فرضت في الخلق طاعته
برغم كل حسود مال وانحرفا
ثم الأئمة من أولاده زهر
متوجون بتيجان الهدى حنفا
من جالس بكمال العلم مشتهر
وقائم بغرار السيف قد زحفا
مطهرون كرام كلهم علم
كمثل ما قيل كشافون لا كشفا
كانت هذه المديحة الغراء لأديب طبرستان في القرن الهجري الرابع ابي العلاء محمد بن ابراهيم السروي، ونردفها بالابيات التالية من قوله عند بيعة يوم الغدير المباركة:
علي امامي بعد الرسول
سيشفع في عرصة الحق لي
ولا أدعي لعلي سوى
فضايل في العقل لم يشكل
ولا أدعي إنه مرسل
ولكن إمام بنص جلي
وقول الرسول له اذ أتى
له شبه الفاضل المفضل:
ألا أن من كنت مولى له
فمولاه من غير شك علي
والى هنا ينتهي اخوة الولاء لقاء هذه الحلقة من برنامج (مدائح الأنوار) استمعتم لها من اذاعة طهران شكراً لكم على جميل المتابعة والسلام عليكم.