البث المباشر

اشعار غديرية لابي الفرج الرازي وجعفر بن الحسين البغدادي

الإثنين 9 ديسمبر 2019 - 13:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 322

بسم الله وله عظيم الحمد والشكر على أن جعلنا من أهل المودة والوفاء لأحب خلقه إليه المصطفى المختار وآله الأطهار صلوات الله وتحياته عليهم أجمعين. سلام من الله عليكم أيها الأعزاء، رويت في المجاميع الحديثية المعتبرة عند السنة والشيعة كثيرٌ من الأحاديث النبوية التي يخبرنا فيها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بأنه سيسائل أفراد أمته بمختلف أجيالهم عند حوض الكوثر عن مواقفهم تجاه أهل بيته الطاهرين وفاءً كانت أو جفاءً وظلماً والعياذ بالله. وقد اهتم شعراء المسلمين بتصوير مضمون هذه الأحاديث المتواترة في شعرهم تحذيراً من جفاء أهل بيته الطاهرين وترغيباً في الوفاء لهم ومودتهم، وقد إخترنا نماذج من ذلك لأحد مبدعي أدباء الولاء في القرن الهجري الرابع هو العالم الجليل أبو الحسن علي بن أحمد الجرجاني ويعرف بالجوهري، كما ذكر ذلك في غير مورد من شعره، وهو مقياس من مقاييس الأدب، وأحد أعضاد العربية، ومن المفلّقين في صاغة القريض، كان من صنائع الوزير الصاحب ابن عباد وندمائه وشعرائه، تعاطى صناعة الشعر في ريعان من عمره وأوليات أمره، وكان يرمي إلى المغازي البعيدة بلفظ قريب، وترتيب سهل، وكان الصاحب يعجب به أشد الاعجاب، ويروقه مستحسن شعره المجانس لحسن روائه، ومناسبة روحه وشمائله خفة وظرفا، وقد اصطنعه لنفسه واختاره للسفارة بينه وبين العمال والأمراء فكان يمثله في رسالاته أحسن تمثيل، فيملأ العيون جمالا، والقلوب كمالا. توفي رضوان الله عليه أواخر القرن الهجري الرابع.
قال الأديب الجرجاني الجوهري وهويصوّر بلسان الحال إحتجاج رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة على ناقضي بيعة الغدير:

أما أخذت عليكم إذ نزلت بكم

(غدير خم) عقودا بعد أيمان؟!

وقد جذبت بضبعي خير من وطي

البطحاء من مضر العليا وعدنان

وقلت والله يأبى أن اقصر أو

أعف المسآئلة عن شرح وتبيان

هذا علي مولى من بعثت له

مولى وطابق سري فيه إعلاني

هذا ابن عمي ووالي منبري وأخي

ووارثي دون أصحابي وإخواني

محل هذا إذا قايست من بدني

محل هارون من موسى بن عمران


واستناداً لهذا الإحتجاج يقول ابو الحسن الجرجاني الجوهري في قصيدة ثانية:

و(غدير خم) ليس ينكر فضله

إلا زنيم فاجر كفار

من ذا عليه الشمس بعد مغيبها

ردّت ببابل؟ فاستبن يا حار

وعليه قد ردت ليوم المصطفى

يوما وفي هذا جرت أخبار

حاز الفضايل والمناقب كلها

أني تحيط بمدحه الأشعار؟!


وبالمضمون نفسه قال رحمه الله في قصيدة ثالثة:

وجدي بكوفان ما وجدي بكوفان

تهمي عليه ضلوعي قبل أجفاني

أرض إذا نفخت ريح العراق بها

أتت بشاشتها أقصى خراسان

ومن قتيل بأعلى كربلاء على

جهد الصّدى فتراه غير صديان

وذي صفائح يستسقي البقيع به

ريّ الجوانح من روح ورضوان

هذا قسيم رسول الله من

قدّا معا مثل ما قدّ الشراكان

وذلك سبطا رسول الله جدهما

جه الهدي وهما في الوجه عينان

واخجلتا من أبيهم يوم يشهدهم

مضرجين نشاوى من دم قان

يقول: يا أمة حف الضلال بها

واستبدلت للعمى كفرا بإيمان

ماذا جنيت عليكم إذ أتيتكم

خير ما جاء من آي وفرقان؟!


ألم أجركم وأنتم في ضلالتكم

على شفا حفرة من حرّ نيران؟!

ألم أؤلف قلوبا منكم فرقا

مثارة بين أحقاد وأضغان؟!

أما تركت كتاب الله بينكم

آية العز في جمع وقرآن؟!

ألم أكن فيكم غوثا لمضطهد؟!

ألم أكن فيكم ماء لظمآن؟!

قتلتموا ولدي صبرا على ضمأ

هذا وترجون عند الحوض إحساني

سبيتم ثكلتكم أمهاتكم

بني البتول وهم لحمي وجثماني

مزقتم ونكثتم عهد والدهم

وقد قطعتم بذاك النكث أقرأني

يا رب خذ لي منهم إذ هم ظلموا

كرام رهطي وراموا هدم بنياني

ماذا تجيبون والزهراء خصمكم

والحاكم الله للمظلوم والجاني؟!

أهل الكساء صلاة الله ما نزلت

عليكم الدهرمن مثني ووحدان

أنتم نجوم بني حواء ما طلعت

شمس النهار وما لاح السما كان

ما زلت منكم على شوق يهيجني

والدهر يأمرني فيه وينهاني

حتى أتيتكم والتوحيد راحلتي

والعدل زادي وتقوى الله إمكاني

هذي حقايق لفظ كلما برقت

ردت بلألئها أبصارعميان

هي الحلي لبني طه وعترتهم

هي الردّى لبني حرب ومروان


نشكر لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران طيب الإستماع لهذه الباقة من الاشعار الولائية التي أنشأها الأديب الولائي ابو الحسن الجرجاني الجوهري رحمة الله عليه، وبهذا نختم لقاءً آخر من برنامج (مدائح الأنوار) في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة