بسم الله وله الحمد على جميل صنعه وحسن تدبيره اله العالمين والصلاة والسلام على صفوة الله من الخلائق أجمعين الصادق الأمين محمد وآله الطاهرين. سلام الله عليكم اخوة الايمان، من الاثار التربوية المهمة التي يولدها في القلوب شعر الولاء هو تقوية روح الافتخار بالولاء الحق لأهل بيت النبوة عليهم السلام الامر الذي يعزز محبتهم ومولاتهم واتباعهم في القلوب وهذه الثمرة هي كبرى ثمرات الاشعار التي اخترناها لهذا اللقاء، وهي من انشاء أحد أعلام أدباء الحق في القرن الهجري الخامس ترجمه العلامة الأميني في موسوعة الغدير القيمة قائلاً: أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري من حسنات القرن الرابع ونوابغ رجالاته، وقد مدّ له البقاء الى أوليات القرن الخامس، جمع شعره بين جزالة اللفظ وفخامة المعنى، كما انه لا تعدوه رقة الغزل وشدة الجدل، فهو عند الحجاج يدلي بحجته القويمة، وعند الوصف لا يأتي الا بصورة كريمة، وديوان شعره المحتوي على خمسة آلاف بيت تقريباً الحافل بالرقايق والحقايق يتكفل البرهنة على هذه الدعاوي، وهو نص في تشيّعه كما عده ابن شهرآشوب من شعراء أهل البيت المجاهرين. وقد ترجمه ابن أبي شبانة في تكملة أمل الأمل، وهو لا يترجم الاّ المتمسك بحجزة اهل البيت الطاهر. وترجمه الثعالبي في (يتيمة الدهر)، وذكر من شعره ۲۲٥ بيتا، واثنى عليه وانتخب من ديوانه ابياتا في (تتميم يتيمته). وعقد ابن خلكان له ترجمة أضافية أطراه ووصف شعره، وقال: توفي يوم الاحد في التاسع من شوال سنة تسع عشرة وأربعمائة، وعمره ثمانون أو أكثر، كما ذكره ابن كثير في تاريخه.
نقرأ لكم ايها الاعزاء من شعر ابي محمد الصوري هذه الابيات التي يفتخر فيها بولاء الوصي المرتضى عليه السلام، مستدلا على ذلك بحديث يوم الغدير قائلا:
ولائك خير ما تحت الضمير
وأنفس ما تمكن في الصدور
أبا حسن تبين غدر قوم
لعهد الله من عهد الغدير
وقد قام النبي فيهم خطيبا
فدل المومنين على الامير
اشار اليه فيه بكل معنى
بنوه على مخالفة المشير
فكم من حاضر فيهم بقلب
يخالفه على ذاك الحضور
طوى يوم (الغدير) لهم حقودا
أنال بنشرها يوم (الغدير)
فيا لك منه يوم جرّ قوما
الى يوم عبوس قمطرير
لأمر سوّلته نفوس
وغرتهم بها دار الغرور
ولست من الكثير فيطمئنوا
بأن ألله يعفو عن كثير
ونبقى مع الاديب ابي محمد الصوري وهو يفتخر بمحبة جميع أهل بيت النبوة عليهم السلام قائلا من قصيدة وجدانية يحاجج فيها أعدائهم:
فهل ترك البين من ارتجيه
من الاولين والاخرينا؟!
سوى حب آل نبي الهدى
فحبهم أمل الآملينا
هم عدتي لوفاتي هم
نجاتي هم الفوز للفائزينا
هم مورد الحوض للواريدين
وهم عروة الله للواثقينا
هم عون من طلب الصالحات
فكن بمحبتهم مستعينا
هم حجة الله في أرضه
وان جحدو الحجة الجاحدونا
هم الناطقون هم الصادقون
وانتم بتكذيبكم كاذبونا
هم الوارثون علوم النبي
فما بالكم لهم وارثونا؟!
حقدتم عليهم حقودا مضت
وانتم بأسيافهم مسلمون
جحدتم موالاة مولاكم
ويوم الغدير لها مومنونا
وانتم بما قاله المصطفى
وما نص من فضله عارفونا
وقلتم رضينا بما قلته
وقالت نفوسكم: ما رضينا
فأيكم كان اولى بها؟!
وأثبت أمرا من ألطيبينا؟!
وأيكم كان بعد النبي وصياً؟!
ومن كان فيكم امينا؟!
وأيكم نام في فرشه
وانتم لمهجته طالبونا؟!
ومن شارك الطهر في طائر
نتم بذاك له شاهدونا؟!
لحا الله قوما رأوا رشدكم
مبينا فضلوا ضلالا مبينا
اخوتنا مستمعي اذاعة طهران قرأنا لكم في هذا اللقاء من برنامج (مدائح الانوار) أشعارا في صدق الافتخار بموالاة اهل البيت ومحبتهم عليهم السلام، من انشاء الاديب المبدع ابي محمد عبد المحسن الصوري، المتوفى اوائل القرن الهجري الخامس رضوان الله عليه، شكرا لكم والسلام عليكم.