بسم الله حبيب قلوب الصادقين وله الحمد والمجد إله العالمين وأزكى الصلاة وأتم التسليم على معادن حكمته ورحمته محمد واله الطاهرين. السلام عليكم إخوة الإيمان، نلتقيكم على بركة الله في لقاء آخر من هذا البرنامج لنقرأ لكم إحدى روائع المدائح الرضوية أنشأها بمناسبة ذكرى مولد الإمام الرؤوف علي الرضا – عليه السلام – الخطيب الأديب والعالم المحقق مؤلف موسوعة (معجم شعراء الإمام الحسين عليه السلام) سماحة الشيخ جعفر الهلالي، تابعونا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل، نختار من قصيدة الشيخ الهلالي بما يتسع له وقت البرنامج قوله:
يمم خراسان واقصد ظلها الرحبا
وانشد بها من قريض الشعرما عذبا
وحيها تربة تسمو بروعتها
فها هنا المجد صرح ينطح الشهبا
مجد له في سما العلياء مؤتلق
لا زال يخترق الأجيال والحقبا
مجد تهاوى له الأملاك ساجدة
من قبل ألف ولم تعدل به سببا
مجد(الرضا) من على هام الزمان له
تاج، فسبحان من أعطى ومن وهبا
سبط النبي وفرع من أرومته
قد شرف الله فيه العجم والعربا
منزه عن صفات النقص طاهرة
منه الثياب تسامى عزة وإبا
(أبا الجواد) وحسبي أن أبثكها
عواطف الحب لا زورا ولا كذبا
نهلتها فزكت روحي بخالصها
درا زكيا طهورا صافيا رطبا
وفيك ظلت أغنيها بقافية
شأت على كل من غنى ومن طربا
في يوم ميلادك الأسمى أرددها
على المسامع تجلو الهم و التعبا
يوم طلعت على الدنيا فراح به
يزهو الوجود وأبدى ثوبه القشبا
يوم "لتكتم" حيث الفضل تكسبه
وفي سباق المعالي تحرز القصبا
و"الكاظم" الغيظ يحيي ذكره خلف
صب الإمامة يتلوه بها عقبا
أكبرته علما تهدى النفوس به
إلى الحقيقة نهجا مشرقا لحبا
يا من غدوت من الباري بقيته
على العباد يزيل الشك والريبا
ويا إماما تحدى في إمامته
أهل الضلال وقد راموا بها شغبا
ف(الواقفية) أغرتها مطامعها
غداة راحت تحيك الزور مكتسبا
قد أنكرت لأبيك الطهر موتته
وصورت أنه قد غاب واحتجبا
وتلكم الطعنة النجلاء كاد بها
ركن الإمامة أن ينهد منشعبا
فرحت تبطل ما حاكوا وما برموا
بثاقب من دليل الحق قد لهبا
حتى شمخت وقد هدت مطامعهم
وزيفوا وتلاشوا بعد ذاك هبا
سبحان ربك لم يترك شريعته
نهبا فأعطاك منه النصر والغلبا
يا من به الدين قد ألفي دعائمه
مصانة حيث كنت الدرع واليلبا
شيدته بعظيم الفكر تنشره
رعبا هزمت به للكفر ما جلبا
قارعتها حججا وافى بها نفر
من كل طائفة قد أجلبت عصبا
ولا غرابة يابن الأكرمين إذا
لاحت خلالك في دنيا الهدى شهبا
فأنت للعلم والعرفان وارثه
من أحمد فاض كالبركان وانسكبا
حتى عدوك لم تبخل عليه بما
وضعت من منهج للطب قد نسبا
ورحت ترشده عن نقض بيعته
في شكلها فأعاد الأمر واضطربا
قد رام خفض مقام أنت صاحبه
فكان كالوعل أدمى قرنه فنبا
يريد إطفاء نور الله في صلف
والله يأبي سوى ما خط أو كتبا
أين الصروح بني العباس هل بقيت
آثارها حين ضجت منكم صخبا
أين المزامير والقينات تصحبها
تحيى الليالي بها مجنونة طربا
أين الذي وسع الدنيا بما غنمت
يجبى الخراج له ما أمطرت سحبا
وأين من كاد يبغي في حبائله
غدر الرضا مذ له من داره جلبا
فلا الرشيد له ملك يخلده
ولا بقى لابنه المأمون ما طلبا
وقبلهم في الورى كانوا فراعنة
طواهم الدهر لا مجدا ولا حسبا
وذاك (موسي) وبرد الخلد جلله
وذا (علي ) تسامى عزه قببا
فبالتقى هذه الآثار واضحة
أعلامها للهداة السادة النجبا
على الطريق مصابيح منورة
ما خاب من بهم استهدى وما نكبا
كانت هذه أبيات منتخبة من قصيدة في مدح الإمام الرؤوف شمس الشموس علي بن موسى الرضا – عليه السلام – أنشأها الخطيب الأديب الشيخ جعفر الهلالي وقد قرأناها لكم من إذاعة طهران ضمن هذا اللقاء من برنامج (مدائح الانوار) شكراً لكم وفي أمان الله.