البث المباشر

مديحتان رضويتان للشيخ عبدالمنعم الفرطوسي

الأحد 8 ديسمبر 2019 - 14:36 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 262

بسم الله وله الحمد حبيب قلوب الصادقين وأزكى صلواته الناميات وتحياته الوافرات على صفوته الهداة سفن النجاة محمد المختار وآله الأطهار. السَّلام عليكم إخوة الإيمان والولاء معكم في هذا اللقاء وإثنتين من غرر المدائح الرضوية نختارهما من شعر العالم الفقيه والشاعر النبيه الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي، الفاضل النجفي المحقق مؤلف المنظومة البديعة في علم المنطق وشرح مقدمات المكاسب في الفقه وغيرهما من الكتب العلمية، إضافة الى ملحمته الشعرية الغراء في مدح أهل بيت النبوه – صلوات الله عليهم أجمعين . توفي رحمه الله سنة أربع وأربعمائة والف للهجرة.

 


قال الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي في مدح مولانا شمس الشموس السلطان ابي الحسن علي بن موسى الرضا – عليه السَّلام :

إليك أبا الجواد الطهر خفت

 

بقلبيّ من ولائكم سبوح

 

قطعت بها السهول مع الروابي

 

ومن عزماتها يطغى الطموح

 

وكيف يصدها حدب وسهل

 

وأنت مرادها وهي الجموح

 

 

 

وقصدي أن ألوذ بخير صرح

 

منيع حمى له تعنو الصروح

 

له حرم يفرج فيه غمِّي

 

يضيق به من الدنيا الفسيح

 

وحِطَّةُ رحمة من باب قدس

 

أحط بها الذنوب فأستريح

 

 

 

شفيع المذنبين إليك وافي

 

محب في ولائكم صريح

 

فقير مذنب في الحشر يرجو

 

شفاعتكم ومنكم يستميح

 

وكيف يخيب فيما يرتجيه

 

وفي حاجاته لكم يبوح

 

 

 

وجدت لدعبل قبلي فجد لي

 

بجائزتي وإن قصر المديح

 

غريب الدار خذها من غريب

 

عن الأوطان شط به النزوح

 

وقفت على الضريح فثار وجدي

 

وهيَّج لوعتي منك الضريح

 

وجدِّدْ لي المصيبة في إمام

 

له جفن الهدى حزنا قريح

 

 

 

قضى بالسم مظلوما شهيدا

 

وفي أحشائه منه قروح

 

به المأمون خان العهد حتى

 

سقاه السم وهو له نصوح

 

إليك وقد بلغت القصد شكوي

 

يبوح بها لك الدمع السَّحوح

 

وجمرا فيه تحترق الحنايا

 

إذا عصفت بقلبي منه ريح

 

 


مستمعينا الأفاضل ونبقى مع الشاعر الولائي المخلص الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي وهو يفتح قلبه على أنيس النفوس مولاه الرضا – عليه السَّلام – فيخاطبه بمشاعر الولاء في قصيدة أخرى يصف تحمله المشاق في سبيل زيارة المشهد المقدس؛ قال – رضوان الله عليه:

أبا الجواد قطعت السهل والحدبا

 

شوقا إليك وقد أبلغتني الإربا

 

ماذا يؤمِّل مشتاق لقربكم

 

غير اللقاء بمن يهوى وقد قربا

 

أبصرت قُبَّتَكَ الحمراء مشرقة

 

تطاول القبة الزرقاء والشهبا

 

فرفرف القلب من فرط الولا فرحا

 

وراح يرقص في أحشائه طربا

 

 

 

يا بضعة المصطفى إني أسيركم

 

حبا وحسبي منكم أنَّ لِيْ سببا

 

هذا فؤاديّ قرآن لحبكم

 

سوى ولاء عليٍّ فيه ما كتبا

 

أنت الكفيل لمن وافاك مبتهلا

 

لرَّبه زائرا في طوس محتسبا

 

 

 

ولا أرى لي في حشري ومنقلبي

 

سوى ولائكم منجى ومنقلبا

 

فكن شفيعي إلى ربي ليغفر لي

 

ذنبي ويذهب عني الروع والرهبا

 

وينقذني من لظى نار مؤججة

 

حمراء أعداؤكم أضحت لها حطبا

 

وكيف يخشى لهيب النَّار منتهل

 

من الولاية حُبّاً سائغا عذبا

 

 


من إذاعة طهران نقلنا لكم أيها الأخوات والأخوة إثنتين من روائع المدائح الرضوية أنشأهما الأديب الولائي الصادق الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي ـ رحمة الله عليه ـ وبهذا ينتهى لقاء اليوم من برنامج ( مدائح الأنوار) دمتم بكل خير وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة