البث المباشر

مدائح القاضي الرافعي ومحمد الهلالي للتوسل بمحمد وآله(ع)

السبت 7 ديسمبر 2019 - 09:54 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 199

بسم الله وله الحمد والمجد غاية آمال العارفين ومنتهي أماني الصادقين والصلاة والسلام علي سفن نجاته ومعادن رحمته وأعلام هدايته محمد وآله الطاهرين.
كان من حكمة الله في هداية العباد الي ما فيه خيرهم وصلاحهم ونجاتهم من الهلكات أن جعل لهم وسائلهم تعينهم علي طاعته ويستشفعون بهم لبلوغ آمالهم الخيرة والتقرب إليه جل جلاله.
والهادي المختار وآله الأطهار هم صفوة هذه الوسائل المباركة التي أمرنا الله عزوجل بابتغائها إليه كما دلت علي ذلك كثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.
وهذا المعني جسده كثير من شعراء المسلمين بمختلف مذاهبهم في أشعارهم الدينية نختار منها لهذا اللقاء مقطوعتين لأثنين من علماء أهل السنة، الأول قاضي طرابلس الشام ومفتيها في القرن الهجري الرابع عشر تقي الدين بن عبد الغني الرافعي، والثاني الأديب والعالم التركي محمد الهلالي من أعلام القرن نفسه.
نبدأ بالمقطوعة الرقيقة التالية للقاضي الرافعي يحكي فيها تجربة وجدانية وهو يقول:

تيمنت خيراً أن أنال الأمانيا

بلثمي يمين المصطفي في مناميا

لقد زال عنّي الهمّ والحزن والعنا

بنور محيّاه ونلت الأمانيا

ولله سرّ السرّ في الأمر إذ بداً

بأخذي لسان المصطفي بلسانيا

 

هو الغيث والغوث الذي إن رجوته

تكشّفت الجلّي فلم تدر ما هيا

عليّ سطا دهري ولمّا دعوته

أجاب فولّي الدهر عنّي مواليا

و من يتوسّل بالحبيب ويرتجي

من الله أمراً نال ما كان راجياً

 

ومن يتوكـّل دائماً في شؤونه

علي الله في الدارين تلقاه ناجيا

ومذ قرن الرحمن حسن توسّلي

بحسن اتـّكالي أصلح الله باليا

بصادق حبّي للحبيب محمد

أجلّ نبيّ وأفضل مرسل

أجب سؤلي اللهمّ فضلاً ومنّة

و حقّق رجائي اذ قبلت توسّلي

كانت هذه مقطوعة توسلية بالحبيب المصطفي (صلي الله عليه وآله) من إنشاء القاضي الطرابلسي تقي الدين الرافعي وهو من تلامذة الشيخ محمد عبده، ومنه ننتقل الي تركيا في عصر الدولة العثمانية وأبيات في الإلتجاء الي حصن التوحيد بالأخذ بشروطه والتمسك بولاية محمد وآله الطاهرين عليهم السلام من إنشاء العالم والأديب التركي محمد الهلالي يقول فيها:

أنا ان تخلت عني الخلان

وعلي جارت في اللوي الجيران

والمسعفون إذا باسعافي مشوا

عسفا وخانت عهدي الإخوان

وإذا بمقراض الإساءة والأذي

قصت جناح نجاحي الأزمان

والدهر غادرني لأسهم غدره

هدفا يعانيها وليس يعان

فالصبر أوفق ما يرافق والرضي

ثوب به يتحمل الإنسان

لا سيما والالتجاء لراحم

رحمان من أسمائه المنان

 

مولا عليه الاعتماد وكيف لا

وعلي سواه يقبح التكلان

شرفي الخضوع له وإني لائذ

بابن الذي شرفت به عدنان

حيث الفتوة في فتي قد جمعت

معها الوفا والصدق والإحسان

حيث الصيانة والأمانة والمني

والجود والمعروف والعرفان

 

آل الرسول بنو البتول وحبذا

مجد رفيع دونه كيوان

روحي الفداء لنسبة نبويه

راحي بها والروح والريحان

قوم سنا أنوارهم قامت بهم

فهم الكواكب أينما قد كانوا

 

أقمار أفلاك العلا أقطابها

أبداً تدور عليهم الأكوان

من كل وضاح عليه مشرف

للبشر فوق جبينه عنوان

وحياتهم وحياتهم إني بهم

ليحق لي الإقسام والإيمان

 

أنا من أناس حب آل محمد

اسلامهم والدين والإيمان

لم لا أهيم بحب أشرف عترة

سر النبي بهم له سريان

قل ما تشاء بهم فأنت مصدق

إذ في الكتاب غدا لك البرهان

كانت هذه أبيات في التقرب الي الله عزوجل بمودة من أمر الله بمودتهم، وهي من إنشاء الأديب والعالم التركي محمد الهلالي المتوفي سنة احدي عشرة بعد الثلاثمائة والألف للهجرة المباركة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة