البث المباشر

أبيات السيد الحميري في المباهلة

السبت 7 ديسمبر 2019 - 09:44 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 205

بسم الله وله عظيم الحمد أن جعلنا من أمة أحب الخلق إليه المصطفي وآله الطاهرين.
من موارد القيمة العلمية للأدب الولائي كونه يمثل أحد مصادر المعرفة الدينية فيما يرتبط بوقائع الاسلام المهمة وذات الابعاد العقائدية، إذ اهتم كثير من شعراء الولاء بتسجيل جملة من هذه الوقائع في قصائدهم مع بيان فني للدلالات العقائدية المستفادة منها.
وسيد من أبدعوا في هذا المجال هو أديب الولاء في القرن الهجري الثاني الشاعر المشهور السيد الحميري (رضوان الله عليه) الموصوف بأنه من أشعر شعراء المسلمين.
ومن الحوادث المهمة التي صوّرها السيد في شعره حادثة المباهلة المباركة التي إستدل بها علماء العقائد - ضمن أدلتهم القرآنية - علي إتحاد مقامات النبي المصطفي والوصي المرتضي عدا النبوة، وعصمة أهل العباءة (صلوات الله عليهم أجمعين).
نختار لكم في هذا اللقاء أبياتاً من قصيدتين للسيد الحميري فيها تصوير بليغ لهذه الواقعة التي خلدها الله عزوجل في قرآنه المجيد.
قال السيد الحميري في قصيدة له بعد ذكر مجموعة من مناقب الأنوار المحمدية ذاكراً خصائص هذه الشجرة الإلهية المباركة:

زيتونة طلعت فلا شرقيـّة

تلقي ولا غربيّة في المحتد

مازال يشرق نورها من زيتها

فوق السهول وفوق صمّ الجلمد

وسراجها الوهاج أحمد والذي

يهدي إلي نهج الطريق الأزهد

 

وإذا وصلت بحبل آل محمد

حبل المودّة منك فابلغ وازدد

بمطهّر لمطهّرين أبوّةً

نالوا العلي ومكارماً لم تنفد

أهل التقي وذوي النهي وأولي العلي

والناطقين عن الحديث المسند

 

الصائمين القائمين القانتين

الفائقين بني الحجي والسؤدد

الراكعين الساجدين الحامدين

السابقين إلي صلاة المسجد

الفاتقين الراتقين السائحين

العابدين إلاههم بتودّد

الواهبين المانعين القادرين

القاهرين لحاسد متحسد

 

نصب الجليل لجبرئيل منبراً

في ظلّ طوبي من متون زبرجد

شهد الملائكة الكرام وربّهم

وكفي بهم وبربّهم من شهد

و تناثرت طوبي عليهم لؤلؤا

وزمرّداً متتابعاً لتم يعقد

وملاك فاطمة الذي ما مثله

في متهم شرقاً ولا في منجد

 

وبكرن علقمة النصاري إذ عتت

في عزّها والباذخ المتعقـّد

إذ قال كرّر هاتم أبناءكم

ونساءكم حتي نباهل في غد

فأتي النبي بفاطم ووليها

وحسين والحسن الكريم المصعد

جبريل سادسهم فاكرم سادس

وأخير منتجبٍ لأفضل مشهد

ويفصل السيد الحميري الحديث في قصيدته العينية الحديث عن حادثة المباهلة الكريمة، فيقول (رضوان الله عليه):

وفي أهل نجران عشية أقبلوا

إليه وحجّوا بالمسيح فأبدعوا

وردّوا عليه القول كفراً

وقد سمعواماقال فيه وأروعوا

فقال تعالوا ندع أبناءنا معاً

وابناءكم ثمّ النساء فأجمعوا

وأنفسنا ندعو وأنفسكم معاً

ليجمعنا فيه من الأصل مجمع

 

فقالوا نعم فاجمع نباهلك بكرةً

وللقوم فيه شرّة وتسرّع

فجاؤوا وجاء المصطفي وابن عمه

وفاطم والسبطان كي يتضرّعوا

إلي الله في الوقت الذي كان بينهم

فلمّا رأوهم أحجموا وتضعضعوا

كانت هذه أبياتاً من قصيدة للسيد الحميري (رضوان الله عليه) في ذكر واقعة المباهلة الكريمة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة