بسم الله وله المجد والحمد والثناء علي تواتر النعماء وجليل الالاء والصلاة والسلام على صفوة الأولياء سيد الخلائق محمد المصطفي وآله الكرماء.
علي بركة الله نلتقيكم في حلقة أخري من هذا البرنامج، نقرأ لكم فيها مقاطع أخري من مديحة مهدوية غراء لأحد أدباء الولاء أنشأها في تصوير الحقائق المستفادة من النصوص الشريفة بشأن معرفة إمام عصرنا بقية الله المهدي (أرواحنا فداه)، والتمسك الصادق بولايته في غيبته وظهوره. ولأهمية هذه المديحة خصصنا لها عدة من لقاءات برنامج مدائح الأنوار ومنها هذا اللقاء.
في المقطع الخامس من هذه المديحة يصور أديبنا الولائي دور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) في إذكاء روح الملحمة الحسينية في قلوب المؤمنين لعظمة آثارها في تربية الأنصار الحقيقين للإسلام وتجلي هذه الروح القدسية في إمام العصر (عليه السلام) وهو يتحمل كل الأذي لأغاثة المظلومين، يقول أديب الولاء في خطاب الإمام المنتظر (عجل الله فرجه):
يا نوح آل الطهر تربي دمعهم
من دمعك المحي رميم الأعظم
تبكي حسيناً في صباحك والمسا
فتهيج أحزان الرعايا الحوم
تبكيه لا بالدمع بل بدم جري
نوراً مناراً في سواد أدهم
تنجي به من هام في أحزانكم
عشقاً لكم بفؤادها المستعصم
نذر الدموع لخطبكم تروي بها
أيتامكم مذ ضن نهر العلقمي
وتعيد ذكري السبط في أمجاده
فتنير بهجتها سواد المأتم
مازلت تصنع فلككم لنجاتنا
دسراً بألواح تدق بمعصم
إذ كفك اليمني تغيث غريقنا
وبكفك اليسري تميز بميسم
في فلكك المشحون ترعي اهله
وتعود مرضاهم بأكمل بلسم
وبعد بيان هذه المظاهر المؤثرة لرعاية إمام العصر (عليه السلام) الخفية للمؤمنين وإغاثتهم يناجي أديبنا الولائي مولاه طالباً توحيد جميع مشاعره لله جل جلاله وتقوية روح الإيثار الحسيني في قلبه، فيقول:
مولاي، فأخلع عن فؤادي حزنه
وإجعل لحزنك لوعتي وتألمي
مولاي، وأخلع عنه كل سروره
وإجعل لفرحتكم صفاء تبسمي
نذر ضلوعي فاتخذها جنة
لفؤادك الحامي قلوب اليتم
أفديك يا روح الاله بمهجتي
يا خير من أسري بروح ميمم
لازلتم في هذا اللقاء من برنامج مدائح الأنوار، نقرأ لكم فيها بعض ما جاء في مديحة مهدوية غراء لأحد أدباء الولاء في معرفة الإمام المهدي وآداب توليه (عليه السلام) في المقطع السادس من هذه المديحة ينطلق أديبنا من الأحاديث الشريفة الكثيرة التي تصرح بأن وجود الإمام الحجة المعصوم هو أمان لأهل الأرض فهو (عليه السلام) واسطة نزول الفيض الالهي للخلق، وهذا الأمر يصدق علي الإمام المهدي في غيبته مثلما يصدق في عصر ظهوره (عجل الله فرجه) يقول الأديب الولائي:
يا غوث آل المرتضي ورداً تقي
كل الخلائق من مصير المعدم
لولاك لا أرض ربت أو أنبتت
إذ لاسحابة تمطر الغيث الهمي
بك يستغيث الكائنون لقصدهم
لمحلل الغايات أو للمبهم
كلا تمد، عطاء ربك وافر
يجري بكفك يا صنيع الأكرم
فعدوك الهدام عجز مطلق
لو لا عطاؤك يا حليم الأحلم
ونصيرك المقدام أنت قوامه
لولاك لم ينصر ولم يتقدم
مولاي أدركني فقد بلغ الزبي
سيل التشوق بالصريع المغرم
أنصر محبك يا مناي فإنني
بك مستغيث في فنائك مرتمي
متوسل بك عائذ، لك طالب
بك لائذ من همي المستعظم
قطعت أنياط الرجا عن كل ما
لسواك يدعوني فأنت مقومي
أصلح أموري كلها في ليلة
قدرية تذرو قنوط توهمي