بسم الله وله المجد والحمد والكبرياء قديم الاحسان عظيم الالاء والصلاة والسلام علي مصابيح الدجي وأعلام الهدي وأنوار الارض والسماء محمد المصطفي وآله السادة النجباء.
لا شك بأنكم قد سمعتم بأسم السندي بن شاهك، فهو من جلاوزة الطاغية هارون العباسي، وهو الذي كلفه هارون بحبس الامام موسي الكاظم (عليه السلام) والتضييق عليه وإيذائه وقد التزم هذا الخبيث بأوامر طاغيته وبالغ في إيذاء الإمام الكاظم (عليه السلام) وشاءت الأرادة الألهية ان يخرج من هذا الخبيث طيباً من أهل الولاء الخالص هو الاديب المنطقي والطبيب الكاتب أبو الفتح الرملي محمد بن الحسين بن السندي بن شاهك الملقب بلقب (كشاجم) من أعلام العلماء الأدباء في القرن الهجري الرابع. والذي برع في كثير من فروع العلم المعرفية والطبية في هذا اللقاء نقرأ لكم أبياتاً مختارة من إحدي قصائده الغراء في مدح الوصي (عليه السلام) والاحتجاج البليغ علي خاذليه وناكري وصايا رسول الله (صلي الله عليه وآله) فيه. قال ابو الفتح (رحمه الله):
أعاذلتي إن برد الشفاء
كسانيه حبي لأهل الكساء
سفينة نوح فمن يعتلق
بحبهم يعتلق بالنجاء
لعمري لقد ضل رأي الهوي
بأفئدة من هداها هوائي
وأوصي النبي ولكن غدت
وصاياه منبذة بالعراء
ويتابع الأديب الرملي قصيدته بالأسي علي ما نزل بالامة بسبب عدم العمل بالوصايا المحمدية بشأن الوصي المرتضي (عليه السلام) قال رحمه الله:
ولو سلموا لإمام الهدي
لقوبل معوجهم باستواء
هلال الي الرشد عالي الضياء
وسيف علي الكفر ماضي الظباء
وبحر تدفق بالمعجزات
كما يتدفق ينبوع ماء
علوم سماوية لا تنال
ومن ذا ينال نجوم السماء
لعمري الألي جحدوا حقه
وماكان أولاهم بالولاء
وكم موقف كان شخص الحمام
من الخوف فيه قليل الخفاء
جلاه فإن أنكروا فضله
فقد عرفت ذاك شمس الضحاء
أراها العجاج قبيل الصباح
وردت عليه بعيد المساء
وان وتر القوم في بدرهم
لقد نقض القوم في كربلاء
مطايا الخطايا حدي في الظلام
فما هم إبليس غير الحداء
لقد هتكت حرم المصطفي
وحل بهن عظيم البلاء
فلوكان جدهم شاهداً
لتبع أضعانهم بالبكاء
حقود تضرم بدرية
وداء الحقود عزيز الدواء
ويختم الأديب العالم ابو الفتح كشاجم الرملي قصيدته بخطاب ولائي رقيق لأهل بيت الرحمة المحمدية (عليهم السلام) قائلاً:
أخيرة ربي من الخيرين
وصفوة ربي من الأصفياء
طهرتم فكنتم مديح المديح
وكان سواكم هجاء الهجاء
قضيت بحبكم ما علي
إذا ما دعيت لفصل القضاء
وأيقنت أن ذنوبي به
تساقط عني سقوط الهباء
فصلي عليكم إله الوري
صلاة توازي نجوم السماء
ومن بحرين القرن الثاني عشر مع الشاعر المبدع محمد الأصبعي المتوفي سنة إثنين وعشرين بعد المائة والألف وأبيات دعائية توسلية يقول فيها رحمه الله:
إلهي بجاه المصطفي سيد الوري
وعترته الأطهار من أهل بيته
تول قضا حاجات عبدك واكفه
مؤنة دنياه وبلغة قوته
وزهده في الدنيا وزده هداية
يفوز بها عند الندا بقنوته
وأخيراً ندعو مع الشاعر البحراني محمد الإصبعي قائلين:
أدعوك ربي مملقاً مسترزقاً
مستعطياً مستعطفاً بمحمد
وبآله الغر الكرام فإنهم
إن تسقني بهم فقد نديت يدي