بسم الله نور السموات والأرضين وله الحمد علي جزيل نعمائه تبارك وتعالي الغني الحميد وأزكي الصلوات علي مصابيح هداه السادة الاصفياء محمد وآله النجباء.
دقائق نقضيها معاً في رياض الشعر الحق الذي يحبه الله ورسوله (صلي الله عليه وآله) فهو من الكلام الطيب الذي يرسخ في القلوب الإيمان الصادق والاعتقاد الحق معكم في هذا اللقاء وأربع مقطوعات لأربعة من شعراء المسلمين من عصور مختلفة، من الأندلس في عصر دولة الموحدين ويمن اليمن وفيحاء العراق وزهرة المغرب.
نبدأ من الاندلس وشاعر دولة الموحدين في القرن الهجري السابع محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري المعروف بلقب ابن الجنان الأندلسي، فنقرأ لكم من شعره في مدح سيد المرسلين (صلي الله عليه وآله) قوله رحمه الله:
صلوا علي خير البرية كلها
وأجل من حاز الفخار صميما
صلوا علي من شرفت بوجوده
أرجاء مكة زمزما وحطيما
صلوا علي أعلي قريش منزلاً
بذراه خيمت العلا تخييما
صلوا علي نور تجلي صبحه
فجلا ظلاما للضلال بهيما
صلوا علي هاد أرانا هدية
نهجاً من الدين الحنيف قويما
صلوا علي هذا النبي فإنه
من لم يزل بالمؤمنين رحيما
صلوا علي الزاكي الكريم محمد
ما مثله في المرسلين كريما
ذاك الذي حاز المكارم فاغتدت
قد نظمت في سلكه تنظيما
ويتابع الأديب ابن الجنان الأندلسي أبياته الصلواتية ذاكراً بعض المناقب بل الخصائص المحمدية بقوله (رحمه الله):
وسمت به فوق السماء مراتب
بمقام صدق عزّفيه مقيما
فله لواء الحمد غير مدافع
وله الشفاعة إذ يكون كليما
نرجوه في يوم الحساب وإنما
نرجو لموقفه العظيم عظيما
ما إن لنا إلا وسيلة حبه
وتحية تذكو شذاً وشميما
ولخير ما أهدي امرؤ لنبيه
أرج الصلاة مع السلام جسيما
يأيها الراجون منه شفاعة
صلوا عليه وسلموا تسليماً
ومن مدح النبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) ننقلكم الي مدح نفس النبي وأخيه ووصيه المرتضي وهذه الأبيات المفعمة بروح العزة الولائية للأديب الفارسي الحسن بن علي اليماني قال (رحمه الله):
إمامنا حيدرة أفضل
الأمة أخراها وأولاها
أحقها من بعد خير الوري
بالسبق في الفضل وأولاها
وآله أكرم بهم عترة
شرفها الله وأعلاها
يا لائمي لا تلح في زمرة
من الهدي أن أتولاها
محبة الآل حياتي فما
ألذها عندي وأحلاها
فضل من الله حباني به
فلاتلمني وسل الله
ومن يمن القرن الهجري الحادي عشر نذهب بكم أحباءنا الي الحلة الفيحاء في عراق القرن الهجري السابع وهذه الأبيات الولائية المحكمة لشاعر عصره صفي الدين الحلي يقول فيها رحمه الله:
توال عليّاً وأبناءه
تفز في المعاد وأهواله
إمام له عقد يوم الغدير
بنص النبي وأقواله
له في التشهد بعد الصلاة
مقام يخبر عن حاله
فهل بعد ذكر إله السماء
وذكر النبي سوي آله
أما ختام البرنامج فهو من المغرب العربي وبيتان في مدح الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام) لأديب مدينة فاس المراكشيّة المرحوم ابن الطيب الشرقي يقول فيهما:
حوي الحسن بن فاطمة ضريح
به ريحانة أبداً تضوع
فلاتعجب لقولي حين أدعو
أمن ريحانة الداعي سميع