بسم الله ولا اله الا هو له المجد والحمد نور الانوار والصلاة والسلام على حبيبه المختار محمد المصطفى وآله الاطهار.
السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله وبركاته، تحية مباركة طيبة، وأهلاً بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج نتنسم فيها عبقات القيم الالهية السامية ونحن نقرأ ما تفجرت به عيون قرائح أدباء الولاء في مدح أولياء الله الاصفياء (عليهم السلام).
قصيدة رقيقة جياشة العواطف في مديح اهل بيت النبوة عليهم السلام لا سيما ريحانة المصطفى الحسين السبط )عليه السلام) والقصيدة من انشاء الفقيه الشافعي البارع نجم الدين الحسين بن علي البغدادي الملقب بالعشاري والمتوفى سنة ۱۱۹٥ للهجرة. قال هذا الفقيه الشافعي مخاطباً اهل بيت النبوة المحمدية (عليهم السلام):
سموتم فكل الكائنات لفضلكم
مدى الدهر من كل الجهات تشير
وأنتم شموس العالمين باسرهم
وفي ظلمة الليل البهيم بدور
أنارت بكم كل الجهات لأنكم
لكل الورى يا آل أحمد نور
ولما ورت نار الغرام وحركت
قلوباً من الشوق القديم تفور
سرينا على الغبراء حتى كأننا
على قبة السبع العوال نسير
تسير بنا شهب المطايا كأنها
طيور الى أوكارهن تطير
تحركها الاشواق طبعاً وكم غدا
لأخفافها عند المسير صرير
علونا عليها والجوانح لم تزل
يشب بها عند الرحيل سعير
عيون وأجفان تسيل ومهجة
تذوب وشوق في القلوب كثير
قصدناكم نرجو النوال لانكم
غيوث لمن يبغي الندى وبحور
أتيناكم غبر الوجوه وتربكم
غسول وماء للقلوب طهور
وزرناكم يا خيرة الله في الورى
وقد طاب منا زائر ومزور
وجئنا علي القدر والدمع سافح
له فوق أطراف الخدود غدير
لثمنا ثرى ذاك المقام لأنه
زلال إذا اشتد الظما ونمير
أتينا الشهيد السبط درة حيدر
وليس لها بين العباد نظير
وريحانة المختار كم شم عرفها
فيعبق منها مندل وعبير
وكم ضمها للصدر منه إشارة
الى انهم للعالمين صدور
وقبل ثغراً منه والوجه مشرق
له فرحة من أجلها وسرور
أصيب به حياً وأخبر اهله
بما ناله لا شك وهو خبير
أما كان حين النقع ثار وأقبلت
خيول العدى في كربلاء تثور
خيول عمت لما تعامت سراتها
عليها سفيه ناكث وعقور
فجالت على آل النبي فيا لها
مصائب سود في الكرام تدور
أما كان فيهم من تذكر أحمداً
ومدمعه للظاعنين غزير
اما كان فيهم من تذكر بنته
وبضعتها في كربلاء تحير
أما كان فيهم من يرق لصبية
لهم حنة في كربلاء وزفير
أتمنع أطفال النبي على الظما
من الماء والماء الفرات كثير
صغار من الرمضاء أمسوا ذوابلاً
وليس لهم يوم الهجير مجير
فديت بأولادي الصغار صغارهم
فخطبهم بين العباد كبير
وبعد تصويره لهذا الجانب من مظلومية أهل البيت عليهم السلام ينتقل الفقيه الشافعي نجم الدين البغدادي الى ادانة ظالميهم ثم الاشارة الى مناقب الحسين وأخيه العباس عليهما السلام قائلاً:
سقاك اله العرش يا فاتكا بهم
شراباً به منك الدماغ يفور
طغيت وأحزنت الرسول بقبره
وأطفأت نوراً في الوجود ينور
شقيت ودار الاشقياء جهنم
لها زفرة من حرها وسعير
ولا بأس لن أوذوا ولله درهم
فتلك مقامات علت وأجور
حسين حسين من يدانيك في العلى
وفضلك يا سبط النبيّ شهير
فدتك أبا الأشراف روحي ومهجتي
وما ذاك إلا تافه وحقير
ولست عن العباس سال ٍ فإنه
كريم بأنواع الثناء جدير
رفيع تدلى من ذؤابة حيدر
أبيك وذو قدر هناك خطير
له محفل فوق المحافل كلها
ومحفل فضل في العلى وسرير
كرام العبا قلبي الى حيكم صبا
له حرقة يوم النوى وزفير
لجدكم فضل علي ومنة
وجود وأنعام علي غزير
هداني وأواني ولم أعرف الهدى
فصرت على نهج الرشاد أسير
أأنسى نداكم يا سلالة هاشم
وأنكره أني اذن لكفور
قرأناه لكم من قصيدة مؤثرة في مدح الانوار المحمدية للفقيه الشافعي الاديب الشيخ نجم الدين العشاري البغدادي من أعلام القرن الهجري الثاني عشر.