بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نور النور وخالق النور من النور والصلاة والسلام على النبيّ المحبور وآله الشموس والكواكب والبدور السلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله وبركاته.
احباءنا من القضايا العقائدية المهمة التي صرّحت بها كثير من النصوص الشريفة قضية تفضيل محمد واهل بيته المعصومين (صلوات الله عليهم اجمعين) على جميع الانبياء من الأوّلين والآخرين، وقد نصّت الأحاديث الشريفة على ان آل محمد لا يقاس بهم أحد.
هذه الحقيقة تتضّمنها أشعار كثير من علماء المسلمين وأدبائهم، ومنها الأبيات التي ننقلها في هذه الحلقة وهي من نظم أشعر علماء أهل السّنة في عصره وهو محمد بن الحسن الرفاعي الملقّب بابي الهدى الصّيادي والذي قلّده السلطان العثماني عبدالحميد الثاني منصب مشيخة مشائخ الاسلام في الدولة العثمانية.
وقد وصفه مترجموه بأنه كان من اذكى الناس وقد ألف كتباً ورسائل كثيرة منها كتاب ضوء الشمس في شرح حديث نبيّ الاسلام على خمس وكتاب السّهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب وكتب أخرى.
قال شيخ الاسلام ابو الهدى الصّيادي (رحمه الله) في مقطوعة مشهورة له مخاطباً أهل بيت النبوة عليهم السّلام:
يا بني الزهراء والنور الذي
منه عيسى لمعة الفيض ألتمس
وبطور القرب ليلاً مذبدا
ظنّ موسى أنه نار قبس
لا يوالي الدّهر من عاداكم
لا ولا يعطى من الحقّ نفس
ذاك ظلماً حاد عن نهج الرّضى
أنه آخر آي في عبس
والمقصود من الشطر الأخير الحكم بكفر من ناصب أهل البيت (عليهم السّلام) العداء، لانّ الآية الأخيرة من سورة عبس المشار إليها في هذه الابيات هي قوله عزّ من قائل: «أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ».
وقد خمّس الشيخ ابو الهدى الصّيادي بنفسه هذه الأبيات الأربعة مضيفاً إليها صوراً ولائية أخرى فقال (رحمه الله):
لي روح في هواكم تفتدي
ولها من طيبكم عرف شذي
أنا من ضوء سناكم اجتذي
يا بني الزهراء والنور الذي
منه عيسى لمعة الفيض التمس
لكم من عالم الغيب النّدا
وسواكم منكم نال النّدا
فجركم قد لاح في افق الهدى
وبطور القرب ليلاً مذ بدا
ظنّ موسى أنه نار قبس
لا أرى بين الورى إلاّكم
حيث كلّ الخير من جدواكم
أنتم حصن لمن والاكم
لا يوالي الدّهر من عاداكم
لا ولا يعطى من الحقّ نفس
خالف الأمر الالهي وارتضى
أن يرى بالذل في نار الغضا
مات مخذولاً وفي البلوى مضى
ذاك ظلماً حاد عن نهج الرّضى
أنه آخر آي في عبس
كما خمّس بعض هذه الأبيات العالم العماني ابو نذير محمد ابن شيخاف السالمي وهو تلميذ الشيخ راشد الملكي وصفه مترجموه بأنه كان ذكياً متوّقد الذّهن سريع الجواب حاضر الاستشهاد وله ديوان شعر وقد توفّي في مدينة الرّستاق بعمان سنة ۱۳٤٦. قال رحمه الله داعياً الى التوسّل الى الله بآل محمد (عليهم السّلام):
من بآل البيت حباً يغتذي
من بلا كلّ عظيم ينقذ
نادهم جهراً وبالباب لذ
يا بني الزهراء والنور الذي
ظنّ موسى أنه نار قبس
أمن المكروه من ناداكم
ورأى كلّ الرّدى أعداكم
قلت والله الذي أبداكم
صحّ عندي إنّ من عاداكم
أنه آخر آي في عبس
رزقنا الله واياكم احباءنا صدق الموالاة لمحمد وآله والبراءة من اعدائهم والى لقاء آخر من برنامج مدائح الانوار نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.