يتراوح عمر القرية ما بين 8000 و12000 سنة وهي لا تزال قائمة الى يومنا هذا.
لقد عثر في ميمند على مجموعة من النقوش والألواح الصخرية يعود تاريخها الى عشرة آلاف عام وفخاريات يبلغ عمرها ستة آلاف عام، ما يبين مدى عراقة هذه المدينة.
كما ان وجود مواقع أثرية مثل البيوت الصخرية ومعبد النار والقلعة والأبراج المختلفة (والتي يعود تاريخ بنائها الى آلاف السنين) كل ذلك جعل هذه القرية حاضرة راقية.
يرى علماء الآثار أن العلامات الأولى لوجود الإنسان في ميمند تعود الى حقبة تاريخية سبقت الديانة الزرادشتية، حيث كان الأهالي يمارسون شعائرهم الدينية المسماة بـ «الميثرائية»، ويتخذون من العتمة والظلمة داخل المغارات والكهوف دوراً لهم للعبادة ومقابر لموتاهم في الجبال.
عبدة الميثرا كانوا يؤمنون بقوة الجبال وشموخها، ما دفعهم لبناء بيوتهم في جوف الجبال.
لأهالي قرية ميمند تقاليدهم وعاداتهم الخاصة، فانهم مازالوا يتكلمون بلهجة تتوفر فيها مفردات اللغة الفهلوية الساسانية، ولا يرى الباحثون وعلماء اللغة تغييراً يذكر في هذه اللهجة خلال عمرها الطويل.
ميمند هي القرية الايرانية التاريخية الوحيدة في العالم، التي مازالت تحكمها تقاليد الحياة البدائية، ففيها نوع من التعاطي الحيوي والنشط بين الانسان والطبيعة.
ميمند وهي الظاهرة الطبيعة الثقافية التاريخية في العالم، قد فازت بجائزة «مركوري» الشهيرة.
وبالرغم من دخول المظاهر التقنية إلى حياة القرويين هناك، الا أن أهالي القرية لايزالون يستخدمون الأدوات التقليدية لسد حاجاتهم.
بيوت أهالي القرية، بيوت صخرية منحدرة ذات شقوق أو أخاديد أفقية، يتراوح طول الواحدة منها ما بين ستة وتسعة أمتار تمتد نهائياً الى موقع مرتفع يتلائم وحفر البيت.
تفضي هذه الشقوق أو الأخاديد في النهاية إلى ما يشبه الايوان، فهو أهم ما في البيت الصخري، الذي يشهد معظم الأعمال المنزلية اليومية. هناك أيضاً عدد آخر من البيوت الصخرية تعلوها بيوت أخرى على شكل سلالم، وقد تتدرج طوابق البيوت هذه الى خمسة طوابق.
شكل جوف البيوت مربع او دائري ينار عبر فتحات يصل ارتفاعها الى 75 أو 76 سنتيمتراً.
أبواب البيوت من الخشب، وهناك على جدار الايوان فتحة ينصب فيها مفتاح للأبواب.
اللافت في واجهات بيوت القرية أنها تبنى بهيئة الانسان، اضافة الى ما تقدم، يمكن القول ان قرية ميمند الصخرية خلافاً لغيرها من القرى المأهولة، تفتقر الى الأزقة والممرات.
الى ذلك، حمامات ميمند هي الأخرى مبنية في جوف الجبال الصخرية، وهي من عجائب الفن المعماري. هذه الحمامات كمثيلاتها التقليدية فيها خزان للماء ومنزع لملابس، وتتم الاضاءة فيها عبر فتحات ومنافذ تعلو السقف.