هذا الحصن الكبير المنيع كان في العصور والقرون السحيقة عبارة عن مدينة بم القديمة.
حصن بم، يعتبر من القلاع والحصون العسكرية التاريخية المهمة جداً التي عرفتها ايران. ويعد حصن بم اكبر مبنى طيني في العالم أجمع؛ وفي الوقت نفسه هو نموذج كامل من مختلف الأنماط المعمارية التي عرفتها ايران طوال قرون عديدة.
ان المثبت تاريخياً هو أن بناء حصن بم يعود الى الأدوار التاريخية التي سبقت دخول الاسلام الى ايران، بيد أن الحصن قد طالته هجمات شتى خلال تاريخه التليد وخضع لعمليات إعادة إعمار.
يضم حصن بم التاريخي مدينة بم القديمة وقلعتها، وتبلغ مساحته ما يقرب من عشرين هكتارا (يصل طول الجانب الغربي للحصن 520 وعرضه 430 مترا).
تتكون مدينة بم التاريخية من أربعة أجزاء تتضمن خندقاً واسعاً يحيط بجميع الأسوار وأبراج المراقبة، ومدخلاً قديماً وأزقة وبيوتاً. ويحيط الحصن من الشمال الشرقي سور واحد، وتحده من الجنوب أربعة أسوار.
يصل العدد الإجمالي لأبراج المراقبة 38 برجاً وزعت على الأسوار وفي فواصل محددة، في حين يوجد خندق عميق يفصل السور الأخير عما يحيط به.
الى ذلك، تتوسط عمارة أو قلعة الحاكم، المدينة وتم تشييدها على صخرة طبيعية. هذه العمارة (القلعة) المبنية من الطين (اللبن) ذات خمسة طوابق.
كما كان لحصن بم طاحونة هوائية تعمل بقوة الرياح، وهي الفريدة من نوعها في بم، والتي يعود تاريخ صنعها الى العهد القاجاري.
المواد الإنشائية التي استخدمت في بناء حصن بم هي عبارة عن الطين (اللبن) وملاط الصلصال والطابوق والقش وجذع النخل. ولحصن بم مدخل واحد يشبه إفريزه، تلك التي كانت منتشرة في الأبنية والعمارات التي يعود بناؤها الى العهد الساساني.
من الخصائص المعمارية التي تميز حصن بم عن مثيلاته، أسواره الأربعة؛ وتحديداً السور الاول الذي كان يمنع دخول المهاجمين الى داخل الحصن. يبلغ ارتفاع هذا السور 18 متراً وعرضه ستة أمتار، وبني هذا السور المنيع على مسافة 30 الى 40 متراً عن أبراج المراقبة.
من اللافت القول ان أهالي بم غادروا الحصن نهائياً قبل حوالي 150 سنة، واستوطنوا في وسط الحدائق وبساتين النخيل في المنطقة.