ويقع في القسم الشرقي لحرم الإمام الرضا (ع)، ومدفون فيه الشيخ محمد مقتدى كارندهي (كاردهي)، الذي كان عارفاً شيعياً، والمعروف باسم بير بالاندوز.
وولد بير بالاندو في قرية كارده بمشهد، وأقام في مدينة مشهد رباطا، ومع أنه كان من شيوخ السلسلة الذهبية إلا أنه يحصل على قوت يومه من صنع البراذع (وسائل تربية الخيول)، وقد قام بكتابة سبع سور من القرآن بخط الثلث.
والبناء الأول للضريح أنشئ في فترة حكم الشاه محمد خدابنده الصفوي (ابن الشاه عباس الصفوي، الذي كان ضريراً)، على يد المعمار قنبر علي بن خواجه حسين، في السنة 985 للهجرة، وقد جرت على البناء في الأعوام القليلة الماضية أعمال ترميم وصيانة مكثفة شملت البوابة والأروقة والمساحات على طرفي الضريح والصحن والمساحة الرئيسية للمقبرة.
كما جرى تزيين الجدران الخارجية بأطواق وأُطر وكاشي، فيما زين الداخل بالنقوش الهندسية الجميلة.
وقد أدرج هذا المبنى التاريخي في العام 1977م في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية.
والمقبرة تشتمل على مبنى مربع، فوقه قبة، وإيوان من الآجر، ويوجد في الداخل صالة رئيسية.
وعاصر الشيخ بالاندوز الشيخ البهائي، وكان متبحراً في علوم الكيمياء وخطاطاً من الدرجة الأولى.
وكان شاباً مؤمناً متوكلاً على الباري تعالى في كل شؤونه، طائعاً وشاكراً لنعمة خالقه وهي من صفات العارفين، وسعى لنيل المعارف ورافق لفترة أهل الحق وكان معروفاً بكراماته وإرشاداته لطلب العلوم الكثيرة.