تقع قرية أبيانة على بعد 40 كم شمال غرب مدينة نطنز في محافظة أصفهان على سفوح قرية كركس الجبلية، وهي قرية تراثية ومدهشة. تعتبر قرية أبيانة واحدة من أكثر القرى النادرة في إيران، نظرًا لآثارها ومعالمها التارخية. جعلها من أقطاب العمارة التراثية ومن ناحية الجمال تضم أماكن رائعة.
ولم تؤثر الحداثة على معالم قرية ابيانه الايرانية، التي بنيت في حقبة بعيدة جداً، وهي تابعة لمدينة كاشان بمحافظة اصفهان، وترتفع عن سطح البحر 2400 متر، ويقدر عدد سكانها اليوم بـ 300 مواطن.
أبيانة هي منطقة ذات مناظر خلابة مع ظروف طبيعية مؤاتية. خلال العهد الصفوي، عندما ذهب ملوك الصفويين إلى نطنز لقضاء فترة استجمام أثناء فصل الصيف، فضل العديد من أقاربهم وخدمتهم البقاء في أبيانة، وقدّر عدد المنازل في قرية أبيانة بـ 500 وحدة في تعداد عام 1982. تقع هذه المنازل بالكامل على منحدر شمال نهر "برزورد"، يتم بناء كل المنازل على سفح الجبل على منحدر مثل السلالم. أسطح المنازل السفلية تستخدم كساحة للمنازل العلوية ولا توجد جدران تفصل بينها. ويبدو أن قرية أبيانة في المقام الأول هي قرية متعددة الطوابق، يمكن رؤيتها في بعض الحالات حتى أربعة طوابق.
تم تأثيث غرف أبيانة بنوافذ شاح خشبية وغالبًا ما تأتي مع شرفات وأفنية خشبية تطل على الأزقة المظلمة، والتي أصبحت مشاهد مذهلة ومثيرة للاهتمام. المنظر الخارجي لجدران منازل أبيانة مغطى بالتربة الحمراء.
وتتألف هذه القرية من عشرات الطرقات المتعرجة والعشوائية التي بنيت من الطوب والطين الأحمر، ونوافذ منازلها خشبيَّةٌ ومهشَّمة ومغطاة بالأقمشة الملونة، الجبال والتربة حول (أبيانة) غنية بأكسيد الحديد، وهذا ما منح الجبل والقرية أيضاً اللون الأحمر لأن منازلها مبنية من أحجار هذه الجبال.
ونظرًا لعدم وجود مساحة كافية على سفوح قرية أبيانة لبناء المنازل، فمن المتداول أن تقوم كل أسرة ببناء مخزن كهفي الشكل في تلال على بعد كيلومتر واحد من القرية، على طول الطريق إلى أبيانة. ويتم حفر هذه الكهوف في التلال ومن الخارج تستخدم البوابات القصيرة لحفظ الماشية والطعام الشتوي والأشياء غير الضرورية. حياة الناس تعتمد على قطاعات الزراعة والبستنة والثروة الحيوانية التي تدار بالطرق التقليدية.
وحافظت القرية على شكلها الاصلي في خضم الصراع بين القدم والحداثة. زيكسب سكان ابيانه عيشهم من الزراعة وتربية المواشي.
وحافظ أبناء قرية أبيانة على الكثير من العادات القومية والتقليدية، بما في ذلك لهجتهم ولغتهم القديمة، بسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة وبُعد موقعها من المراكز المزدحمة وطرق الاتصال. لغة أهل أبيانة من اللغات الإيرانية الشمالية الغربية، والتي، بالطبع، شهدت العديد من التغييرات، والآن فقط القليل من الكلمات البهلوية الأصيلة تُسمع في لهجتهم.
لا تزال الملابس التقليدية لأبناء هذه القرية منتشرة على نطاق واسع، ويتم التأكيد عليها من أجل صونها؛ حيث الرجال يلبسون سراويل واسعة وطويلة من القماش الأسود؛ والنساء قميص كبير من الأقمشة الملونة والمزينة بالورود والزهور. بالإضافة إلى ذلك، عادة ما يكون لدى نساء هذه القرية طرحات ذات لون أبيض.
وتدخل القرية كمعلم ثقافي وسياحي أساسي لإيران، وهي مدرجة في لائحة اليونسكو للتراث العالمي. القرية لم تفقد سحرها القديم والذي يعود الى القرون الوسطى: بيوت من الطين، منازل جميلة لم يشوّهها الباطون، التقاليد القديمة سارية المفعول على أهالي القرية، نساء "أبيانه" يرتدين حجاباً مزين بورود ملونة، تعتاش فيها العائلات من منتجات بيع أشجار الفاكهة وبعض محاصيل بيادر القمح، إضافة الى المدخول السخي من الأشغال اليدوية الخاصة المصنوعة من انامل النسوة فيها. ومن أبرز الأطعمة لدى قاطنيها، مزج الخضر مع بعض اللحوم وتقديمها كطبق رئيسي على المائدة.