نص الحديث
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): العدة َدين.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم، يتحدث عن (الوعد)، ويصفه بأنه (دين)، اي: هو بمثابة من استقرض مالاً لأجل معين، حيث يجب عليه اداء الدين في الوقت المحدد له.
واهمية هذا الحديث تتمثل في كون الحديث قد جعل (الوعد) بمثابة (الدين)، اي: خلع عليه طابع الإلزام، وهو امر يتطلب منا ان نسلط عليه مزيدا من الاضاءة نظرا لأهمية الحديث، ومن ثم نظراً لما نلاحظه من السلوك اليومي للشخصية الاسلامية وصلتها بهذا النمط من السلوك المتمثل في (الوعد) ومدي الالتزام او عدمه بذلك، حيث نلاحظ - مع الأسف البالغ - بأن كثيرا من الأشخاص لا يعنون بالوعد، وكأن ذلك لا ضرر او حرج منه مع ان الحديث المتقدم يرتب اثرا كبيرا علي (الوعد) والالتزام به، ويكفينا ان القرآن الكريم قد وصف احد الانبياء وهو اسماعيل (عليه السلام) بهذه السمة فقال: «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ»، ان هذه السمة التي خص بها الله تعالي اسماعيل (عليه السلام) بالقياس الي السمات التي رسم بها انبياءه الأخرين مثل نوح (عليه السلام) حيث رسمه بانه كان عبداً شكوراً، ومثل ايوب (عليه السلام) الذي رسمه بانه كان (صابراً).
يعني: ان (الوعد) الذي رسم له الله تعالي اسماعيل يحمل نفس الأهمية.
بلاغة الحديث
وتتجسد اهمية الحديث المتقدم بلاغياً، في كونه قد اغنمه ما نسمّيه بـ (الصورة التمثيلية) التي تعني ان احد طرفيها وهو (الوعد) مماثل لطرفها الأخر وهو (الدين)، اي ان العدة تحمل نفس اهمية (الدين)، وهذا ما يفصح بجلاء عن خطورة السلوك الذي ينبغي ان نلتزم به وهو: الوفاء بالوعد وعدم الاخلال به، وهو ما نكرّر الاشارة الي اهميته بالنحو الذي اوضحناه.