السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله، أهلاً بكم في هذا اللقاء وبديعة أخرى من بدائع المدائح المحمدية، فاضت بها قريحة أحد محبي سيد الأنبياء ـ صلى الله عليه وآله ـ هو الشيخ الزاهد صالح التميمي الكاظمي ـ رضوان الله عليه ـ من مشاهير شعراء العراق في القرن الهجري الثالث عشر. ولهذا الشاعر الولائي مديحة نبوية تتميز بسلاسة صياغتها في بيان مقامات النبي الأعظم ـ صلى الله عليه وآله ـ ثم في بيان عظمة ما أسداه للبشرية وختامها توجهٌ جميلٌ في التوسل الى الله عزَّ وجلَّ بالاستشفاع به ـ صلى الله عليه وآله ـ نقرأ لكم أبياتاً مختارة منها، بعد قليل.
قال – رحمه الله - في بيان مقامات خاتم الأنبياء ـ صلى الله عليه وآله:
أبو القاسم النور المبين ومن به
تشرّف عدنانٌ بأشرف مولد
نبيّ الهدى لولاه لم يعرف الهدى
ولا لفظ توحيد بدا من موحّد
براه إله العرش من نور قدسه
وأودعه في صلب بدر وفرقد
فكان خياراً من خيار فصاعداً
إلى آدم من سيّد بعد سيّد
ثم إنتقل الشيخ صالح التميمي، الى بيان بعض مظاهر الهداية المحمدية فقال:
وعفى رسوم الجاهلية مثلما
عفا رسم أطلال ببرقة ثهمد
وأوضح نهج الحقّ بعد دروسه
وقامت قناة الدين بعد التأوّد
تدارك في عون من الله امة
تموج بباد من الشرك مزبد
عكوفاً على أصنامهم يعبدونها
جهاراً فيا تبّاً له من تعبّد
فأنذرهم في معجزات ضياؤها
يسير بها الساري بليل ويهتدي
كتظليل الغمامة والحصى
وتسبيحه وأنظر لشاة أمّ معبد
وقل في حنين الجذع واعتبر
بمعراجه وأقصر خطابك أو زد
ويختم الشاعر صالح الكاظمي، بديعته بالتشوّق لشفاعة سيد الشافعين ـ صلى الله عليه وآله ـ فيقول:
إذا أنت شارفت المدينة فأبلغن
تحية ملهوفٍ لأكرم منجد
وقل يا شفيع المذنبين استغاثة
وندبة عانٍ بالذنوب مقيّد
ألا يا رسول الله دعوة خائف
صروف الردى فانظر لشمل مبدّد
عليك سلام الله يا خير من مشى
على الأرض ما رعى الكواكب مهتدي