بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي جعل الحمد قوام صدق تسبيحه والصلاة والسَّلام على الذين خلقهم أنواراً فهم بعرشه محدقون محمد وآله الطيبين الطاهرين. السَّلام عليكم ورحمة الله، أهلاً بكم مع بديعة تفجّرت بها قريحة أحد أدباء القرن الهجري الثاني عشر وهو يتأمّل في بعض كمالات سيد الكمّل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إنه الشاعر العالم ابراهيم بن يحيى الطيبي العاملي، وقد إخترنا لهذا اللقاء أبياتاً من إحدى روائع مدائحه للنبّي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فكونوا معنا.
قال - رحمه الله - في تصوير شعري بليغ لسنا النور المحمدي:
لست أنسى ليلة الخيف وقد
هزم البرق اليمانّي دجاها
قلت للإصحاب ما هذا السّنا
فأجابت كلّ نفس بهواها
وتماروا ثمّ قالوا: ما ترى؟
قلت: بشراكم أرى أنوار طاها
سيدّ الكونين مولانا الذي
حاز أشتات المعاني وحواها
راحة الجود الذي غيث السما
وبحور الأرض من بعض نداها
ثم ينبري (رحمه الله) لبيان بعض مظاهر النّور المحمدي الخالد فيقول:
حجة الله التي شعشعها
فهي كالشمس وها أنت تراها
مبدأ العلياء طه المصطفى
وإليه بعد هذا منتهاها
هو نور الله لا يجحده
غير عين كتب الله عماها
ذو خلال كالدّراري أشرقت
مثل إشراق الدراري في سماها
معجزاتٌ كلّما أنكرها...
ذو عناد فضحته بسناها
من يدانيه وقد أوفى على
رتبة لا يدرك العقل مداها
ويختم الأديب ابراهيم الطيبي العاملي بديعته في وصف النور المحمدي بتصوير دور آل محمد في إيصال نوره (صلى الله عليه وآله وسلم) للخلائق فيقول:
قمرٌ حفّ به من آله
أنجمٌ ما حلية العرش سواها
هم لعمر الله أعلى من رقى
في مراقي العز أقداراً وجاها
وهم أفضل من ساس الورى
وحمى بالبيض والسّمر حماها
سادة سودّها خالقها
وإصطفاها وحباها وأجتباها
يا رسول الله يا من يده
غمرت كلّ النوادي بنداها
حبّكم في الحشر مفتاح الغنى
يوم لا يغني عن النفس غناها