السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل تعلمون أعزاءنا أن رائد شعر المدائح المحمدية هو سيدّنا وحامي نبيّنا من إذى قريش ابوطالب بن عبدالمطلب (عليهما السَّلام)؟ إضافة الى ريادته في هذا المجال فإنّ شعره (عليه السَّلام) في مدح سيد الرسل (صلى الله عليه وآله وسلم) يمتاز بأنّه مشتملٌ على أنقى قيم التوحيد الخالص والمودة الصادقة للنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ولذلك ورد الأمر من أمير المؤمنين (عليه السَّلام) بتعّلم وتعليم شعر أبي طالب للأولاد. نختار لكم في هذه الحلقة طرفاً من شعر أبي طالب (عليه السَّلام) في مدح الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال (سلام الله عليه) في قصيدته الدالية المعروفة في مدح النبيّ الاحمد (صلى الله عليه وآله وسلم):
ألا أنّ خير الناس نفساً ووالداً
إذا عدّ سادات البرية أحمد
نبيّ الاله والكريم بأصله
وأخلاقه وهو الرشيد المؤيّد
حزيمٌ على جلّ الأمور كأنّه
شهابٌ بكفي قابس يتوقد
إذا قال قولاً لا يعاد لقوله
كوحي الكتاب في صفيح يخلّد
هو القائل المهدي به كل منسر
عظيمُ اللواء أمره الدهر نحمد
وقال (سلام الله عليه) في قصيدة أخرى:
إذا إجتمعت يوماً قريش لمفخر
فعيد مناف سرّها وصميمها
وإذا حصّلت أشراف كلّ قبيلة
ففي هاشم أشرافها وقديمها
واذا فخرت يوماً فإن محمداً
هو المصطفى من سرّها وكريمها
وقال ابوطالب (عليه السَّلام) في مقطوعة أخرى:
زعمت قريشٌ أنّ أحمد ساحرٌ
كذبوا وربّ الراقصات الى الحرم
مازلت أعرفه بصدق حديثه
وهو الأمين على الخرائب والحرم
بهتوه لأسعدوا بقطر بعدها
ومضت مقالتهم تسير الى الامم
ولأبي طالب (سلام الله عليه) القصيدة اللامية الطويلة في مدح النبيّ الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيها أبياتٌ هي من أجمل وابلغ المدائح النبوية، سننشرها لكم إن شاء الله في الحلقة المقبلة، فكونوا معنا.