البث المباشر

اللغة الفارسية ۱

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 10:08 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – فجر الإنتصار : الحلقة : 15

 

حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج/ مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية.
اعزاءنا، ان اللغة الفارسية وهي من اللغات الأساسية والحية في العالم قديمه وحديثه قد شاعت وانتشرت مع انتشار الثقافة الأيرانية في اجزاء كثيرة من العالم. ولا ريب ان اللغة ايا كانت من المكونات المهمة في ثقافة اي شعب له تمدن وحضارة.
والحقيقة ان اللغة هي جسر الأرتباط بين الأقوام المختلفة مكانياً وبين الأجيال التفاوتة زمانياً.
واضافة الي هذا فأن اللغة في حد ذاتها مختبر التجارب الثرة لدي اي شعب وعلي اي جزء من العالم.
اما اللغة الفارسية وآدابها فهي وجه مشرق من وجوه الثقافة الأيرانية ولقد ساهمت هذه اللغة في انتقال مفردات عديدة لثقافة الأيرانيين الي امم اخري.
ولقد بقيت اللغة الفارسية نابضة بالحيوية علي الرغم من مرور الزمان. لم تثن عوائد الأيام ساعدها القوي، حيث ظلت مرتكزة الأسس رفيعة البنيان.
نعم ان اللغة الفارسية حافظت علي كيانها ولم تفقد اياً من خصائصها مع وجود الأختلاف بين اللغة الفارسية الحالية والفارسية القديمة واذا كانت اللغة الفارسية قد تأثرت بلغات اخري في مواطن اخري وفدت اليها فأنها لم تفقد ابداً هويتها الأيرانية وبعبارة اخري نقول ان هذا التأثر كان ايجابياً وكان لا مناص منه ذلك انه حصل بفعل الأمتزاج الثقافي ووفود او قدوم ثقافة الأيرانيين الي اوطان وامم تناثرت علي خارطتي المكان والزمان.
واستأنست اللغة الفارسية باللغات الأخري وفتحت مصراعي بابها قبال اللغات الأخري لكن من دون ان تمس هذه اللغة بسوء في قالبها البنائي وما تزخربه من كلمات والفاظ فيها عذوبة وجمال علي انه ليس لنا ان نتخلي عن هذه الحقيقة وهي ان الفاظ وكلمات من لغات اخري دخلت الفارسية بفعل الأحتكاك الثقافي بين الأيرانيين والشعوب الأخري وقوت من اواصر الثقافة بين ايران ودول اخري.
ومن الجدير ان نذكر ان اللغة الفارسية تحولت الي اواصر قوية للأرتباط الثقافي بين ايران والعالم خلال فترة القرون الوسطي.
لازال برنامج/ مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية متواصل معكم عبر امواج اذاعة طهران/ صوت الجمهورية الأسلامية في ايران من بعد فاصل قصير نتابع الحديث.
ان ما يمكن التأكيد عليه هنا هو ان حبل الأتصال لم ينقطع بين اللغة الفارسية الحالية والفارسية القديمة التي ظهرت في العصر الاري وقبل ثلاثة آلاف عام.
ان الاريين او الأقوام الهند واوروبية لا تزال بينها قواسم لغوية مشتركة في تشابه كلمات عند الأيرانيين مع كلمات في لغات اوروبية مثل اللغة الأنجليزية مثل برادر وبراذر اي الأخ وپدر وفاذر اي الأب ومادر وماذر اي الأم وغير ذلك.
وحتي في تركيب الجمل هناك تشابه بين اللغة الفارسية واللغات الأوروبية ومثال علي ذلك ادخال الأفعال المساعدة.
وقبل قيام الأمبراطورية الأخمينية في ايران في قرون ما قبل الميلاد. كانت اللغة السائدة في ذلك الزمن هي اللغة الأرامية وكانت لغت بلاد الرافدين
لكن في العصر الأخميني تفوقت اللغة الفارسية علي اللغة الأرامية عالمياً ومهما كان وحتي حينما انتشرت اللغة اليونانية في العالم بفعل فتوحات الأسكندر، تواصل العطاء اللغوي للغة الفارسية وعمت فوائدها الدنيا وكان لرجال افذاذ من ايران دور في اشاعة اللغة الفارسية وادابها في العالم. حيث حملت هذه اللغة الفكر الأيراني الوضاء واليوم ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين، نلاحظ حضوراً ذا بريق للغة الفارسية في العالم والمحافل الدولية.
فالفارسية اليوم احدي اللغات الرسمية المتداولة في مخاطبات منظمة الأمم المتحدة
واما من الناحية الأكاديمية فهي احد الفروع الدراسية المهمة في كليات اللغات في جامعات العالم الحديث.
حضرات المستمعين الأفاضل خلال الدقائق التي مرت كان لنا اطلالة علي اللغة الفارسية التي هي اللغة الأم لمشاهير من ايران من امثال العارف جلال الدين المولوي صاحب ديوان المثنوي وعالم الفلك الخواجه نصيرالدين الطوسي وشهاب الدين السهروردي الفيلسوف الشهير اذ جاءت اسهامات هؤلاء في نشر الاداب والثقافة والعلوم بشكل رئيسي بواسطة اللغة الفارسية.
علماً اننا سنتابع مراحل اخري في تطور هذه اللغة وهذا الينبوع الثقافي الفياض، في حلقة البرنامج القادمة الي اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة