البث المباشر

اشعاعات الفكرية للثقافة الأيرانية علي اجزاء واسعة من العالم

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 09:57 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – فجر الإنتصار : الحلقة : 10

 

حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في الحلقة العاشرة، من برنامج مشاهير الفكر الأيراني، منار للبشرية.
اعزاءنا، في الحلقة السابقة تابعنا مسيرة الحضارة الأيرانية في افياء الحضارة الاسلامية واشرنا الي ان وجود العناصرة المشتركة بين الحضارتين ساهم في التقارب بينهما.
والحقيقة ان التعاون الثقافي بين ايران والأسلام بدأ منذ العقود الأولي من عمر هذا الدين الحنيف وتحديداً في زمن الخلفاء الراشدين.
وخلال فترة الحكم الأموي انصر التعاون الثقافي بين الأيرانيين والدولة الأموية خصوصاً وان الدولة الأموية كانت ذات نزعة قومية الا ان التعاون الثقافي تواصلت جسوره بين الحضارتين الأسلامية والأيرانية في عصر الدولة العباسية وتجلي ذلك في ابعاد علمية وثقافية متنوعة.
جدير ان نذكر هنا ان الدولة العباسية قامت مع بدايات ثاني القرون الهجرية وحكمت حتي اواسط القرن السابع الهجري حيث انتهي حكمها بسقوط بغداد علي يد المغول في عام ٦٥٦ للهجرة الموافق لعام ۱۲٥۸ ميلادي وزمن حكم الخليفة المستعصم.
كما مر علينا في الحلقة الماضية فأن الأيرانيين استقبلوا الأسلام برحابة صدر وتمسكوا بعراه بعد ان تخلوا عن ديانتهم القديمة اي الديانة الزرادشتية.
وتواجد الأيرانيون في حكم الدولة العباسية بشخصياتهم الممتازة والمتألقة فكان منهم في ذلك العصر الوزراء والعلماء والفقهاء والمحدثون والفنانون والكتاب.
ان سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية جعل عاصمة البلاد الأسلامية تنتقل من
في الشام الي بغداد في العراق وبغداد من الناحية الجغرافية تقع قريباً من طيسفون وكانت عاصمة للأيرانيين وقد شيد بغداد علي جانبي نهر دجلة ثاني خلفاء بني العباس ابو جعفر المنصور. وايتعت للأيرانيين حملة الفكر النير الفرصة لنشر افكارهم بين سكان مناطق عديدة مثل سوريا ولبنان.
وهكذا حلت قافلة العطاء الفكري الأيراني في بلاد ما بين النهرين او بلاد الرافدين وبلاد الشام وعلي مقربة من سواحل الأبيض المتوسط.
وساهم الأيرانيون في تدعيم القوة العسكرية للدولة الأسلامية لا سيما القوة البحرية التي عمل فيها بحارون وقادة ايرانيون ناجحون.
وبطبيعة الحال فأن هذا التواجد يقود الي اشاعة ثقافة ايران الأصيلة التي استقبلها الناس بترحيب وتواصلوا معها.
ان الدراسات التاريخية تذكر بكل وضوح دور الفكر الأيراني في مسيرة العطاء للأنسانية ومن الكتب التاريخية التي تحدثت حول الدور الثقافي للأيرانيين في بلاد المسلمين، كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي. وكذلك كتاب احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم وهو لعالم و الجغرافيا المدون المقدسي البشاري.
وفي عودة الي الحضور الأيراني في بحار العالم، نقول انه قبل الأسلام كان يقتصر علي المحيط الهندي وبحر عمان والخليج الفارسي والبحر الأحمر. غير انه من بعد الأسلام وصل الأيرانيون حتي السواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق الذي يربط الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي.
نعم ان البحارة الأيرانيين كما اشرنا اصطحبوا معهم هدايا ثمينة للبشرية هي الهدايا الفكرية والثقافية وبهذا ترسخت اسس ومباني ثقافة ايران وحضارتها في مناطق عديدة في العالم.
لكن لم تكن الثقافة لوحدها سلعة التبادل في المبادلات الفكرية بل ان العلوم هي الأخري قدمها الأيرانيون علي اطباق الأخلاص لطالبيها والراغبين فيها. والحديث بهذا الشأن حديث طويل وممتع انه حديث الحداثة في عالم الحضارة وسيأتي منا في قادم الحلقات.
حضرات المستمعين الأفاضل وصلنا واياكم الي نهاية حلقة اخري من برنامج/ مشاهير الفكر الأيراني، منار للبشرية.
الي اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة