حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة اخري وجديدة من هذا البرنامج.
اعزاءنا، مر علينا في الحلقة السابقة وفي اطار الحديث حول بدايات التحضر في ايران ان الأريين كانوا هاجروا الي هذا البلد ومن بعد ذلك انتشروا في مختلف نواحيه.
ومعروف ان الأقوام القديمة بشكل عام والآريين بشكل خاص تركوا شيئاً فشيئاً حياة الترحال وبدأوا الأستقرار تزامناً مع تغيير اسلوب المعيشة، حيث يعد مزاولة الزراعة من علائم الحياة المستقرة.
وبطبيعة الحال فأن الأريين مدوا جسور العلاقات مع سائر الأقوام لأن الأنسان بطبيعة ميال الي الحياة الأجتماعية.
وتجلي النسيج الأجتماعي الأري بداية في عصر الميديين وقد سكنوا مناطق من ايران مثل الري واكباتان والري هي اليوم علي مقربة من طهران واكباتان [ همدان حالياً].
ويذكر المؤرخون كذلك ان الميديين اقاموا علاقات مع الحضارة اليلامية في سهول خوزستان وجنوب شرق بلاد الرافدين.
وتمكن اعيديون منذ البداية من استقطاب اقوام اخري اليهم.
ومن الجدير ان نذكر ان او الأريين قد تعرفوا علي انجازات حضارة عيلام التي كانت الزراعة والري فيها مزدهرتان.
ويذكر مولفو كتاب تاريخ ايران الصادر عن جامعة كمبردج في المملكة المتحدة ان اسس الحضارة الراقية كانت مشيدة في ايران، حتي قبل ورود الأريين اليها.
اجل في ظل حضارة عريقة وراقية عرفتها ايران منذ القديم من الزمان الف الناس حياة الأستقرار ومارسوا الزراعة كحرفة رئيسية الي جانب تدجين الحيوانات.
علي ان التنقيب عن الآثار في مدينة [ سوخته] في زابل شرق ايران تدل علي ان الحياة المدينة في هذا الجزء من ايران كانت واضحة المعالم قبل ٤۰۰۰ عام حتي انه منذ ذلك الزمن كانت في هذا المكان توجد مدينة عصرية يصلها الماء عبر انايب فخارية وكانت المدينة تلك تضم تجمعات سكانية مقسمة علي اساس نوع العمل المزاول.
ويذكر المؤرخ آرتور پوپ ان بعض الصناعات ذات العلاقة بالزراعة كانت معروفة عند قدماء الأيرانيين مثل صناعة النسيج والفخاريات.
وتثبت الوثائق التاريخية ان الحضارة الأيرانية سبقت الحضارة المصرية ب ٥۰۰ عام وحضارة الهند بـ ۱۰۰۰ الف الف عام، والحضارة الصينية بـ الفي عام.
وعلي اي حال فأن ما يمكن ان نستنتجه من كتابات التاريخ ان الحضارة الأيرانية ذات جذور ضاربة في عمق الزمن. انها حضارة الدولة ودولة الحضارة لازال برنامج [مشاهير الفكر الأيراني- منار للبشرية في حلقته الرابعة يأتيكم من اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران والحديث بشأن عراقة الحضارة في ايران وله تتمة فندعوكم لمتا بعتنا بعد فاصل قصير.
في الألفية الأدلي قبل الميلاد اسس الفرس [ الپارسيون] في ايران امبراطورية كبيرة لهم.
وقبل ان يشتهر الفرس في التاريخ كانوا قد سكنوا في نواحي بحيرة اردمية شمال غرب ايران.
ومن بعد مدة هاجر الفرس الي جنوب ايران [ بلاد فارس] كما تسمي في التاريخ واسسوا لهم كياناً سياسياً قوياً.
لكن ما هي اسباب الهجرة من شمال غرب ايران الي جنوبها انها اسباب لم تتصنح بعد للمؤرخين.
وللفرس علاقات عرقية وثقافية مع اليديين حتي ان من المؤرخين من ينظر الي القومين، كقوم واحد ويدرس تاريخهم في مرحلة تاريخية واحدة وضروري الأشارة هنا الي ان الفرس والميديين فتحوا باب التألف الحضاري والثقافي علي مصراعيه مع اليلا يين ولم يعلموا علي هدم مباني حضارة عرفتها عيلام وفي هذا دليل علي الأنفتاح الحضاري والسمو الثقافي.
حضرات المستمعين الأفاضل تألقت في ادوار التاريخ الأيراني دول قوية مثل الدولة الأخمينية والدولة الساسانية
وسيأتي منا في الحلقة القادمة، متابعة لمحطات وضاءة في تاريخ الحضارة الأيرانية التي انجبت علي مر العصور مشاهير الفكر الحي والذين حم منبع الخير والعطاء ليس لأيران وحب بل للبشرية عامة.
لم يبق لنا الا ان نودعكم علي أمل اللقاء التجدد بكم، فحتي ذلك الحين نتمني لكم اطيب الأوقات. والسلام خير ختام.