البث المباشر

رفق بالحيوان

السبت 5 أكتوبر 2019 - 08:22 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 81

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة والأخوات، سلامٌ من الله عليكم ورحمة وبركات، تحية طيبة نفتتح بها لقاء اليوم من هذا البرنامج، ولنا فيه وقفة ثالثة مع أحاديث أهل بيت الرحمة –عليهم السلام- المروية في المصادر الحديثية المعتبرة بشأن خلق الرفق بالحيوان، وهي أحاديث كثيرة تعبر عن شدة حث الدين الحق على تحلي المؤمنين بهذا الخلق النبيل.
قال مولانا الإمام زين العابدين رابع أئمة العترة المحمدية –عليهم السلام-: "ما أزرع الزرع أطلب الفضل فيه- يعني المردود المادي فيه- وما أزرعه إلا ليناله المعتر (أي الجائع) وذو الحاجه، ولتنال منه القنبرة خاصة من الطير" .
والقنبرة هي –مستمعينا الأفاضل- نوعٌ من العصافير، لها منزلة بين الطيور أشار إليها مولانا الإمام الرضا –عليه السلام- في المروي عنه في كتاب قرب الإسناد قال:
"لا تأكلوا القنبرة ولا تسبوها ولا تعطوها الصبيان يلعبون بها فإنها كثيرة التسبيح لله تعالى، وتسبيحها لعن الله مبغضي آل محمد" .
أيها الأخوة، ومن المصاديق اللطيفة للرفق بالحيوان ما روي في الوسائل عن الإمام الصادق –عليه السلام- قال:
"نهى رسول الله –صلى الله عليه وآله- عن إتيان الطير بالليل وقال: إن الليل أمان لها" .
وسئل الإمام زين العابدين عن العصفور يفرخ في الدار هل تؤخذ فراخه؟ فقال –عليه السلام-:
"لا، إن الفرخ في وكره في ذمة الله ما لم يطر، ولو أن رجلاً رمى صيداً في وكره فأصاب الطير والفراخ جيمعاً فإنه يأكل الطير ولا يأكل الفراخ، وذلك أن الفراخ ليس بصيد ما لم يطر... وإنما يكون صيداً إذا طار" وقد نهى رسول الله –صلى الله عليه وآله- عن التمثيل بالحيوان كما نهى عن التمثيل بالإنسان وقال: "لعن الله من مثل بالحيوان" .
وكلكم سمعتم أيها الأكارم وصية أمير المؤمنين –عليه السلام- بعدم التمثيل بقاتله ابن ملجم لأنه –عليه السلام- سمع حبيبه وأخيه المصطفى ينهى عن المثلة ولو بالكلب العقور.
أخيراً نقرأ لكم بعض ما روي عن مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- في فقرات وصيته لعماله أيام خلافته والذين كانوا يقومون بجبي الزكاة من الأنعام وغيرها، فكان يقول:
"فإذا أخذها –أي الأنعام- أمينك، فأوعز إليه ألا يحول بين ناقة وبين فصيلها –أي ابنها- ولا يمصر- أي لا يحلب- لبنها فيضر ذلك بوليدها ولا يجهدنها ركوباً وليعدل بينها وبين صواحبتها في ذلك وبينها..."
وليوردها ما تمر به من الغدر –أي الماء لكي ترتوي منه-، ولا يعدل بها عن نبت الأرض... وليروحها في الساعات وليمهلها عند النطاف والأعشاب، حتى تأتينا بأذن الله.... غير متعبات ولا مجهودات.
رزقنا الله وإياكم أيها الأكارم المزيد من جميل الرفق بكل خلائقه وإن من شيء إلا يسبح بحمده جل جلاله- اللهم أمين، إنتهى أعزتنا لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق شكراً لكم وفي أمان الله. 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة