بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله... أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، ننير قلوبنا بطائفة من النصوص الشريفة المبينة لفضيلة وبركات التحلي بخلق (إطعام الناس)، وهو من الأخلاق التي يحبها الله عزوجل لعباده، قال مولانا الإمام الباقر –عليه السلام- في الحديث المروي عنه في كتاب المحاسن: "ثلاث خصال هنّ من أحب الأعمال الى الله: مسلمٌ أطعم مسلماً من جوع، وفك عنه كربه وقضى عنه دينه".
وقد أثنى الله تبارك وتعالى على أهل بيت حبيبه المصطفى –صلى الله عليه وآله- لتحليهم بهذا الخلق الإلهي الكريم وهو يخلد في قرآنه المجيد قصة وفائهم بالنذر الذي نذروه لشفاء الحسنين –عليهما السلام- وصيامهم ثلاثة أيام لاطعام لهم سوى الماء كما ورد في سورة الدهر وشاهدنا منها الآيتان الثامنة والتاسعة، قال عزمن قائل:
"وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{۸} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً{۹}"
قال أمير المؤمنين علي –عليه السلام- في الحديث المروي عنه في الكافي: "إنا أهل بيت أمرنا أن نطعم الطعام ونؤوي في النائبة ونصلي إذا نام الناس".
وهذه هي خصال خيار عباد الله، كما يصرح بذلك الهادي المختار –صلوات ربي عليه وآله الأطهار- فقد روى عنه الشيخ الصدوق في كتاب الخصال أنه قال:
"خيركم من أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى والناس نيام".
أيها الأكارم، ولاحظوا في الرواية التالية كيف أن التحلي بهذا الخلق النبيل يكون سبباً للهداية، فقد روى ثقة الإسلام الكليني في الكافي عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- أنه جيء لرسول الله –صلى الله عليه وآله- بأسارى فنزل جبرئيل يخبره بحال أحدهم.
قال الصادق –عليه السلام-:
"... فقال له جبرئيل: يا محمد ربك يقرؤك السلام ويقول: إن أسيرك هذا يطعم الطعام ويقري الضيف ويصبر على النائبة ويحتمل الحمالات {أي يقضي دين ما لا يستطيع قضاء دينه}.
فقال النبي –صلى الله عليه وآله- للرجل:إن جبرئيل أخبرني فيك عن الله بكذا وكذا {يعني هذه الأخلاق} وقد أعتقتك.
فقال له:إن ربك ليحب هذا؟ قال –صلى الله عليه وآله-: نعم، فقال الرجل: أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله، والذي بعثك بالحق لا رددت عن مالي أحداً أبداً".
وأخيراً نقرأ لكم من كتاب المحاسن قول مولانا الإمام الصادق عن عظمة ثواب التحلي بهذا الخلق النبيل الأخروية، حيث قال –عليه السلام-:
"من أطعم مسلماً حتى يشبعه لم يدر أحدٌ من خلق الله ما له من الآجر في الآخرة، لا ملكٌ مقربٌ ولا نبيٌ مرسل، إلا الله رب العالمين. إن من موجبات الجنة والمغفرة إطعام الطعام.."
إنتهى أحباءنا لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران... وفقنا الله وإياكم لكمال التحلي بمعالي الأخلاق ببركة الإقتداء بصفوته المنتجبين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ... أمين... دمتم بكل خير.