بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ من الله عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته، بتوفيق الله نلتقيكم في لقاء أخر من هذا البرنامج نفتح فيه قلوبنا على النصوص الشريفة وهي تهدينا الى التحلي بأحد الأخلاق الكريمة التي يحبها الله تبارك وتعالى لعباده ويثيبهم عليها بالخير وهو خلق (القول عن علم)، وهو من مصاديق عفة اللسان ومعناه أن لا يتكلم الإنسان إلا بما يعلم بصحته ويتأكد الأمر في الأمور الدينية. فلا ينسب الى الدين ما لا يعلم بأنه منه، قال الله تبارك وتعالى في الآية الكريمة ۳٦ من سورة الإسراء:
"وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً"
ومما لا شك فيه أن ما أعطاه الله عزوجل من الحواس الظاهرية هي التي تعينه على الحصول على العلم اللازم لكي لا يتكلم إلا عن علم.
أيها الأطائب، والأحاديث الشريفة تصرح في خطاباتها للمؤمن على لزوم التحلي بهذا الخلق النبيل، كثر ما يعلمه أوقل، ناهية عن قول الإنسان ما لا يعلم وإن قال ما يعلم لحظورة القول بغير علم.
روى الشيخ البرقي في كتاب المحاسن بسنده عن الإمام الصادق –عليه السلام- قال: "إياك وخصلتين مهلكتين، أن تفتي الناس برأيك أو تقول ما لا تعلم".
وروى الشيخ الصدوق في كتاب (عيون الأخبار) عن الإمام الرضا سلام الله عليه قال:
"من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة الأرض وملائكة السماء"
وتحذر أحاديث أهل بيت الرحمة المحمدية الناس أن عدم الإلتزام بهذا الخلق يعرض الإنسان لتحمل وزر من عمل بقوله. فقد روي في كتاب المحاسن عن إمامنا الباقر –صلوات الله عليه- قال:
"من أفتى الناس بغير علم ولا هدىً من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه".
ونجد مستمعينا الأفاضل في حديث آخر لمولانا الإمام الصادق –عليه السلام- تعليماً جميلاً للإحتياط في الإلتزام بهذا الخلق النبيل، لنتدبر معاً فيما رواه عنه المحدث البرقي عنه –صلوات الله عليه- أنه قال موصياً أصحابه:
"إذا سئل الرجل منكمعما لا يعلم، فليقل: لا أدري، ولا يقل: الله أعلم، فيوقع في قلب صاحبه شكاً.
وإذا قال المسؤول: لا أدري، فلا يتهمه السائل".
ومراده –عليه السلام- أن قول المسؤول: الله أعلم قد يفهم منه السائل أنه يعلم ولكن الله أعلم منه فيوقع في قلبه الشك في كونه قد يعلم.
كما يوصي –عليه السلام- السائل بأن لا يتهم المسؤول بما لا يليق إذا قال: لا أدري، بل يكرمه لمخالفته هواه إلتزاماً بهذا الخلق النبيل.
نشكر لكم أحبتنا طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران طابت أوقاتكم بكل خير وفي أمان الله.