السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج ننير فيها قلوبنا بالنصوص الشريفة التي تهدينا الى أحد معالي الأخلاق التي يحبها الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وهو خلق (التعفف عن المسألة)، تابعونا على بركة الله.
قال الله تبارك وتعالى في الآية (۲۷۳) من سورة البقرة:
" لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ".
جاء في تفسير علي بن ابراهيم: قال العالم يعني الإمام المعصوم (عليه السلام): الفقراء هم الذين لا يسألون [الناس] وعليهم مؤونات من عيالهم والدليل على أنهم هم الذين لا يسألون قول الله تعالى ... ثم تلا –عليه السلام- الآية المتقدمة.
وقال الطبرسي في تفسير مجمع البيان: "وفي الحديث: إن الله يحب ان يرى أثر نعمته على عبده ويكره البؤس والتبؤس ويحب الحليم المتعفف من عباده ويبغض الفاحش البذيء السائل الملحف".
مستمعينا الأحبة وقد تظافرت الأحاديث الشريفة التي تحث المؤمنين على التحلي بهذا الخلق الذي يحبه الله عزوجل والتعفف عن السؤال من الناس حتى مع الضرورة فكيف بدونها؟ وأكدت على المؤمن أن يتوجه عنه الحاجة بالسؤال من الله جلت نعماؤه لا من الناس.
روي في الكافي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"إستعفوا عن السؤال ما إستطعتم"
وعنه –صلى الله عليه وآله- في كتاب معاني الأخبار للشيخ الصدوق –قال: (من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر لا يسد أدناها شيء"
وقد فسر هذا الحديث بأن الذي لا يتعفف عن سؤال الناس يجعله الله يستشعر الفقر في كل شؤونه حتى ما حصوله على ما يريد.
وروي عن مولانا الباقر –عليه السلام- قال:
"طلب الحوائح الى الناس إستلاب للعزة ومذهبة للحياء واليأس مما في ايدي الناس عزّ للمؤمنين والطمع هو الفقر الحاضر"
وعن مولانا الصادق –عليه السلام- كما في الكافي قال:
"إياكم وسؤال الناس فإنه ذلٌ في الدنيا وفقر تعجلّونه وحساب طويل يوم القيامة"
وقال –عليه السلام- أيضاً كما في الوسائل:
"رحم الله عبداً عفّ وتعفف فكفّ عن المسألة"
ويتأكد التعفف عن السؤال من الناس مع أعداء أهل البيت عليهم السلام ففي الكافي عن مولانا الصادق –عليه السلام- قال:
"إنما شيعتنا من ... لا يطمع طمع الغراب ولا يسأل عدوّنا وإن مات جوعاً"
وبهذا ننهي مستمعينا الأفاضل حلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم ودمتم بألف خير.