بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وبركاته... على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج ومع خلق نبيل آخر من الاخلاق التي يحبها الله عزوجل وهو خلق (اكرام السائل) سواءً كان طالباً لمعونة مادية أو معنوية أو اجابة عن مسألة علمية وغير ذلك....
وهذا الخلق النبيل من ادب رسول الله –صلى الله عليه وآله- الذي ادبه به ربه تبارك وتعالى حيث قال عز من قائل في الآيتين العاشرة والحادية عشر من سورة الضحى "وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث".
وقال الباقر –عليه السلام- كما في تفسير نور الثقلين: "كان فيما ناجى الله به موسى أن قال: أكرم السائل ببذل يسير أو رد جميل" ومن مصاديق التحدث بنعمة الله الاستجابة لطلب السائل واعانته معنوياً او مادياً.
ومن مصاديق التحلي بخلق اكرام السائل ماهدانا له رسول الله –صلى الله عليه وآله- من عدم قطع كلامه وهو يعرض طلبه، ففي سفينة البحار نقل المحدث القمي رضوان الله عليه قول رسول الله –صلى الله عليه وآله-: "لا تقطعوا على السائل مسألته ودعوه يشكو بثه ويخبر بحاله" وقال –صلى الله عليه وآله-: "انظروا الى السائل فان رقت قلوبكم له فأعطوه فانه صادق".
ومن مصاديق اكرام السائل اغناؤه ودعوته الى أن يكتب حاجته اذا كان في ملأ من الناس لكي لا يصيبه الخجل منهم، فقد روى الشيخ الصدوق في كتاب الأمالي أن رجلاً جاء الى أمير المؤمنين –عليه السلام- فقال: يا أمير المؤمنين ان لي اليك حاجة، فقال –عليه السلام-: اكتبها في الارض فاني أرى الضرّ فيك بيناً، فكتب في الارض: اني فقير محتاج فأمر –عليه السلام- بإكسائه حليتين واعطائه مئة دينار، فقيل له: يا أمير المؤمنين لقد أغنيته، فقال –عليه السلام-: اني سمعت رسول الله –صلى الله عليه وآله- يقول: "انزلوا الناس منازلهم".
أيها الاخوة والاخوات، وقد كانت سيرة جميع اهل بيت النبوة –عليهم السلام- حفظ كرامة السائل وشواهد ذلك كثيرة نكتفي برواية واحدة منها رواها ثقة الاسلام الكليني في كتاب الكافي أن رجلاً جاء للامام الرضا –عليه السلام- فقال: انا رجلٌ من محبيك ومحبي آبائك واجدادك ومصدري الحج، وقد نفذت نفقي وما معي ما أبلغ مرحلة، فإن رأيت أن ترجعني الى بلدي، فاذا بلغت تصدقت بالذي تعطيني عنك.
فقال –عليه السلام- له: إجلس رحمك الله، وأقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة فاستأذن الامام منهم ودخل الدار ثم خرج ورد الباب وأخرج من أعلى الباب صرة وقال: اين الخراساني، فقال اليه فقال –عليه السلام-: خذ هذه المئتي دينار واستعن بها في مؤنتك ونفقتك ولا تتصدق بها عني.
فإنصرف الرجل مسروراً، فقال سلمان: جعلت فداك لقد اجزلت ورحمت فلم سترت وجهك عنه
أجاب –عليه السلام- انما صنعت ذلك مخافة أن أرى ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته.
نشكر لكم اعزاءنا مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران حسن الاصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق.. تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.