سلام من الله عليكم إخوة الإيمان ورحمة منه وبركات، معكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نتناول فيه بعض النصوص الشريفة التي تعرفنا بأحد معالي الأخلاق التي يحبها الله ورسوله –صلى الله عليه وآله- ألا وهو خلق (جميل الممازحة والمداعبة)، روي في كتاب مسنداً عن يونس الشيباني قال: قال ابو عبدالله الإمام الصادق عليه السلام:
كيف مداعبة بعضكم بعضاً؟ قلت: قليلٌ يابن رسول الله، قال: "أفلا تفعلوا، فإن المداعبة من حسن الخلق، وإنك لتدخل بها السرور على قلب أخيك، ولقد كان رسول الله –صلى الله عليه وآله- يداعب الرجل يريد أن يسره".
أيها الأحبة، إن التحلي بخلق جميل الممازحة والمداعبة يكون عبادة يتقرب بها المؤمن الى الله عزوجل إذا كان بنية الإقتداء برسول الله (صلى الله عليه وآله) وإد خالاً للسرور الى قلوب خلق الله وهذا مما يحبه الله عزوجل.
قال مولانا الإمام محمد الباقر –عليه السلام-: "إن الله يحب المداعب في الجماعة بلا رفث".
ومعنى (الرفث) مستمعي الفاضل هو الكلام الذي يستقبح التفوه به في المجالس العامة، ومعنى الحديث المتقدم أن الله يحب ممازحة الأخوان شرط خلوها مما لا يخالف ذوق المجالس.
وهذا ما يؤكده مولانا الإمام الكاظم (عليه السلام) في الحديث الذي رواه ثقة الإسلام الكليني عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك، الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون، فقال (عليه السلام): لا بأس ما لم يكن فظننت أنه عنى الفحش، ثم قال (عليه السلام): "إن رسول الله -صلى الله عليه وآله- كان يأتيه الإعرابي فيهدي إليه الهدية ثم يقول مكانه: أعطنا ثمن هديتنا، فيضحك رسول الله، وكان –صلى الله عليه وآله- إذا إغتم يقول ما فعل الأعرابي ليته أتانا".
إذن أحباءنا فجميل الممازحة والمداعبة أي المزاح الخالي من الفحش والرفث هو من الأخلاق التي فيها من جهة ترويح عن النفس، ومن جهة أخرى فيها تحبب الى الناس بأدخال السرور عليهم.
وفي الأحاديث الشريفة تصريح بأن هذا الخلق من أخلاق الإيمان فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "ما من مؤمن إلا وفيه دعابة"، قال الراوي: قلت: وما الدعابة، قال (عليه السلام): "المزاح"
وفي الكافي أيضاً عن إمامنا الكاظم (عليه السلام) قال:
"كان يحيى بن زكريا يبكي ولا يضحك، وكان عيسى بن مريم يضحك ولا يبكي، وكان الذي يصنع عيسى (عليه السلام) أفضل من الذي كان يصنع يحيى عليه السلام".
يبقى أيها الأحبة أن نشير الى أن ما ورد في طائفة في الأحاديث الشريفة من ذم المزاح والنهي عنه، يراد منه المزاح الكثير والذي يشتمل على ما يستقبح في الكلام الخارج عن ذوق أهل الإيمان.
وبهذه الملاحظة نختم لقاء اليوم في برنامجكم معالي الأخلاق إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله اعمالكم ودمتم في رعاية سالمين.