السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج...أيها الأعزاء إن العمل بمحاسن الأخلاق جعله الله تبارك وتعالى وسيلة للسعادة والحياة الطيبة ليس في الآخرة بل وفي الحياة الدنيا أيضاً.
فمن رأفة الله ورحمته بعباده هدايته لهم الى ما يحوزون به على السعادة في الدارين.
ومن معالي الأخلاق التي أكدت الأحاديث الشريفة كثيراً عن الأخذ بها وحذرت كثيراً من أضدادها خلق طيب المعاشرة مع الناس، وقد خصصنا له عدة من حلقات البرنامج لأهميته، منها حلقة اليوم فكونوا معنا مشكورين.
روي في كتاب روضة الواعظين عن مولانا الإمام جعفرالصادق- عليه السلام- أنه في إحدى معارك الجهاد النبوي جيء لرسول الله- صلى الله عليه وآله- بعددٍ من أسارى المشركين فأمربأطلاق سراحٍ واحدٍ منهم فقط فقال الرجل للنبي: بأبي أنت وأمي كيف أطلقت عني من بينهم؟
أجاب –صلى الله عليه وآله-: "أخبرني جبرئيل عن الله عزوجل أن فيك خمس خصالٍ يحبها الله ورسوله: الغيرة على حرمك والسخاء وحسن الخلق وصدق اللسان والشجاعة".
قال الإمام الصادق- عليه السلام-: "فلما سمعها الرجل أسلم وحسن إسلامه، فقاتل مع رسول الله- صلى الله عليه وآله- قتالاً شديداً حتى أستشهد".
وهكذا مستمعينا الأفاضل، صارت معالي الأخلاق ومنها حسن الخلق سبباً لنجاة هذا الرجل من أن يقتل مشركاً، وببركتها هداه الله عزوجل الى الدين الحق ونال وسام الشهادة بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وآله-.
أيها الأحبة وعلى النقيض من خلق طيب معاشرة الناس الذي يفتح أمام الإنسان كما رأينا أبواب التوبة الى الله عزوجل فإن سوء الخلق في التعامل مع الناس يغلق أبواب التوبة.
نقرأ في كتاب ( قرب الإسناد) مسنداً عن مولانا الإمام الباقر- عليه السلام- قال:
( قال عليٌ- عليه السلام- لأبي أيوب الأنصاري: "يا أبا أيوب ما بلغ من كرم أخلاقك؟" أجاب: لا أوذي جاراً فمن دونه ولا أمنعه معروفاً أقدرعليه. فقال أميرالمؤمنين- عليه السلام-:
"ما من ذنبٍ إلاوله توبة، وما من تائبٍ إلا وقد تسلم له توبته، ما خلا سيء الخلق، لا يكاد يتوب من ذنبٍ إلا وقع في غيره أشرمنه."
أعزاءنا وعلى النقيض من حسن الخلق الذي يجعل للإنسان طيب المنزلة عند الناس فأن سوء الخلق يحرمه ذلك، روي في كتاب الخصال عن إمامنا الصادق- عليه السلام- قال: "لا مرؤة لكذوبٍ ولا أخ لملولٍ ولا راحة لحسودٍ ولا سؤدد لسيء الخلق".
أيها الأخوة والأخوات ومن بركات حسن الخلق أنه يعين المؤمن على حسن صحبة الإسلام أي حسن العمل بأوامره ونواهيه، وهذا ما يهدينا إليه إمامنا الصادق في المروي عنه في كتاب أمالي الصدوق حيث قال- عليه السلام-:
"إن الله رضي لكم الإسلام ديناً فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق".
كما أن للذي يجاهد نفسه لكي يحسّن خلقه مع الناس عظيم الأجروالثواب، تأملوا أيها الأحبه فيما روي في الكافي عن مولانا الصادق- عليه السلام- أنه قال:
"إن [حسن] الخلق منحة الله خلقه فمنه سجيّه ومنه نيه...صاحب السجية هومجبولٌ لا يستطيع غيره وصاحب النية [يعني من يجاهد نفسه ليحسن خلقه] يصبرعلى الطاعة تصبّراً فهو أفضلها".
وقال- عليه السلام-: "إن الله تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدرعليه ويروح".
تقبل الله منكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران حسن المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق، دمتم بكل خيروفي أمان الله.