السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته تحية طيبة مباركة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج وندعوكم بها إلى الدخول في روضة أخرى من رياض (معالي الأخلاق) هي روضة (النصح لخلق الله).
ونبدأ بتعريف هذا الخلق النبيل، ونرجع إلى كتب فقه اللغة مثل مجمع البحرين للعلامة الطريحي ومعجم مفردات القرآن للراغب الإصفهاني: فنجد في تعريف النصح أنه نقض الغش ومعناه تحري الفعل أو القول الذي فيه صلاح المنصوح.
مستمعينا الأفاضل، عند ما نرجع إلى القرآن الكريم نجده يرغبنا في هذا الخلق الكريم عندما ينبهنا إلى أنه من أخلاق الأنبياء – عليهم السلام –، نقرأ في سورة الأعراف في الآيتين الحادية والستين والثانية والستين، قوله على لسان نوح النبي – على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام –: "قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون" ونقرأ في الآيتين السابعة والستين والثامنة والستين من السورة نفسها على لسان نبي الله هود – عليه السلام -:"قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين" وفي سورة الأعراف أيضا نقرأ في قصة نبي الله صالح – على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة السلام – قوله بعد نزول العذاب على قومه لعدم استجابتهم لنصيحته "فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين".
أيها الأحبة، ومن ثمار الهداية الإلهية اليانعة في كلمات أهل بيت النبوة المحمدية – عليهم جميعا صلوات الله أجمعين – نقتطف بعض ما قالوه، فنقرأ في كتاب الكافي لثقة الإسلام الكليني قول رسول الله – صلى الله عليه واله –: "إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه عزوجل". ونقرأ في كتاب الكافي أيضا قول الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله –: "أنسك الناس نسكا أنصحهم جيبا وأسلمهم قلبا لجميع المسلمين" ومعنى ناصح الجيب – أعزائنا – هو نقي القلب لا غش فيه. ومن كتاب غرر الكلم للآمدي نقرأ لكم الاحاديث التالية من كلمات الإمام أميرالمؤمنين علي المرتضى حيث قال – عليه السلام –: "المؤمن غريزته النصح وسجيته الكظم" وقال – عليه السلام – أيضا: "النصيحة من أخلاق الكرام" وقال أيضا: "خير الإخوان أنصحهم وشرهم أغشهم" ونعود إلى كتاب الكافي لنقرأ ما رواه ثقة الإسلام الكليني عن مولانا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – أنه قال: "عليك بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه". وأخيرا نقرأ لكم أيها الأحباء أدب التحلي بهذا الخلق الكريم من رسالة الحقوق لمولانا الإمام علي زين العابدين حيث قال – عليه السلام –: "حق المستنصح أن تؤدي إليه النصيحة، وليكن مذهبك الرحمة له والرفق به ".
أعاننا الله وإياكم مستمعينا الأفاضل على التحلي بهذا الخلق النبوي الكريم، فنكون من أهل النصح للناس جميعا نسعى لصالحهم وما ينفعهم برفق ورحمة بهم، فهو من أخلاق الأنبياء والكرام ومن ملكات المؤمن وصفات الإيمان وبه نحظى بالمنزلة الحميدة عند الله عزوجل فهو من أحب الأخلاق إليه جل جلاله.
نشكر لكم أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران حسن الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج معالي الأخلاق تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.