يا نفس يا نفس؛ مالي اراك تمدحين من يفكر بعواقب الامور لكنك تغفلين عن تبعات يوم البعث والنشور؟
يا نفس؛ مالي اراك إن عملت عملاً لدنياك فكرت في عواقبه وما يعود عليك به من نفع او ضرر؛ وقلت: من تدبر العواقب امن من المعاطب؛ لكنك مع اخراك ترتكبين المعاصي غافلة عن تبعات الحساب والعقاب؟
يا نفس أنى تؤفكينا
حتى متى لا ترعوينا
حتى متى لا تعقلين
وتسمعين وتبصرينا
أصبحت أطول من مضى
أملاً وأضعفهم يقينا
وليأتين عليك ما
أفنى القرون الاولينا
يا نفس يا نفس، لا تبيعي نعيماً يبقى ابد الآبدين بلذة قليلة محفوفة بالالام لا تدوم الا كطرفة عين؛ فصفقة كهذه هي الخسران المبين.
يا نفس يا نفس، اما تستحين ان تزيني ظاهرك للخلائق، وتلوثي قلبك بالبوائق؟ كيف تأمريني بالصلاح الداني والقاصي وانت ملطخة بالمعاصي، تدعين الخلق الى الرفق واللين وانت قاسية وتذكرين بالله الناس وانت له ناسية؟
سبحان علام الغيوب
عجباً لتصريف الخطوب
تغدو على قطف النفوس
وتجتني ثمر القلوب
حتى متى يا نفس تغترين
بالامل الكذوب
يا نفس يا نفس، الا تنظرين الى الذين مضوا إعتبار؟ لقد أصبح جمعهم بورا وآمالهم غروراً وديارهم قبوراً خلفوا فرادى في اضيق المضاجع وصرعتهم المنايا في شتى المصارع، ما الذي ذهب منهم وما الذي هو باق؟ ذهبت الآمال والشهوات وبقيت الاعمال والتبعات.
ألا يا نفس ما أرجو بدار
ارى من حلها قلق القرار
بدار إنما اللذات فيها
معلقة بأيام قصار
فاستغفري الله يا نفس وتوبي الى الله الغفور الرحيم.