البث المباشر

ترامب - نتنياهو بين مال العرب وعقال العربان

الثلاثاء 14 أغسطس 2018 - 15:03 بتوقيت طهران
ترامب - نتنياهو بين مال العرب وعقال العربان

قد لا نستغرب لو صنع بعض الامريكيين تمثالا لترامب تكريما له كبطل قومي رغم جذوره الالمانية، ذلك لانه مستميت لحماية مصالح الشعب الامريكي حتى ولو كان على حساب قتل الشعوب الاخرى او حتى لو نعتته الشعوب الاخرى بمجرم حرب.

وليس مستغربا ايضا ان نرى في يوم ما نصب تمثال لنتنياهو في احدى باحات الاقصى كأكثر رجل مؤمن بالقومية اليهودية والصهيونية، ذلك لانه استمات وعلى الرغم من كل ما تلاحقه من تهم بالفساد داخل الكيان، من اجل ان يستغل كل الفرص ليجعل لقوم نصفهم بشذاذ الافاق، عاصمة اسمها اورشليم وليس القدس ويصنع وطنا لشعب بلا وطن، ذلك لانه تحمل مسؤوليته تجاه قومه حتى ولو كان كذبا وجهز نفسه ليقبل ترامب حتى من أماكنه الحساسة ليقنعه بفتح السفارة في القدس الذي يدعوها القوميون من العرب بالقدس العربية ويصفها المستسلمون منهم ببيت المقدس وقبلة المسلمين الاولى ومسرى النبي (ص).


لكننا نستغرب كثيرا ويجب ان نسأل انفسنا اكثر، لماذا لا زال بعض الحكام في المنطقة يضعون العقال على رؤوسهم، فان كانوا يقولون انهم يعتزون بالعقال لانه يرمز لعروبتهم، فالواقع اثبت انه كذب محض، لان وحسب ما قرأناه عن العربي، رغم اننا بدأنا نشك ان كان هذا ايضا قد تم تزويره في التاريخ، انهم اصحاب كرامة ونخوة وشجاعة وهذا ما لا ينطبق على الواقع الموجود على الساحة العربية وما يجري اليوم في قلب عروبتهم كعرب وقدس اقداسهم كمسلمين.

فاما العروبة فنحن نرى من خلال ما تتناقله الفضائيات العربية، ما يفعله الصهاينة بالشعب الفلسطيني العربي، فلا احد يمكنه القول ان عهد التميمي هي فارسية مجوسية صفوية ولا يمكن لاحد ان يقول ان الايرانيين هم الذين يقتلون العرب السنة على السياج الحدودي لقطاع غزة، كما يشيعونه دائما، فالضحايا في غزة الابية اليوم، هم الشباب العربي والجلادون القتلة هم الصهاينة اليهود، الا اللهم ان يخرج لنا مفتي مكة على منبر صلاة الجمعة ويقول "ان الجنود الصهاينة هؤلاء وعلى رأسهم نتنياهو ينحدرون من اصول ايرانية"، وهذا رغم استحالته ليس مستغربا، فعلماء ال سعود قد حللوا كل انواع الاباحة الاجتماعية في السعودية ارضاء لربهم محمد بن سلمان، لكن هذا سيحرجهم امام ربهم ايضا، فهو يرى في كل ما هو ايراني خطرا للعرب اكثر من الكيان الصهيوني.

واما لو تحدثنا عن القدس، فالمسألة ستشمل عددا اكبر من الحكام ممن يسمون انفسهم عربا، اذا لا يمكن لاي منهم ان ينكر انه حين كان نتنياهو منشغلا بفتح السفارة الامريكية في القدس كان اقرانه من الصهاينة يقتحمون المسجد الاقصى ويرقصون بأحذيتهم في باحة مسرى الرسول (ص).

فاما ال سعود وعلى رأسهم بن سلمان فقد حسموا امرهم "اسرائيل هي الصديقة وايران هي العدو والفلسطينيون اما ان يجنحوا الى المفاوضات او يخرسوا الى الابد" وحين وجدوا انه من المستحيل ان يتهموا الغزاويين بانهم ايرانيون، لانهم عرب ومن المهزلة ان يتهمونهم بالتشيع، لانهم من اهل السنة، قالوا انهم اخوانيون عملاء لتركيا.

واما الجامعة العربية التي هي عبرية اكثر من اسرائيل، فهي امتداد لمن اجتمعوا في دار الندوة من المشركين، قبل اربعة عشر قرنا وقال قائلهم "أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاما جلدا. ثم نعطيه سيفا صارما، ثم يضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل. فلا تدري بنو عبد مناف بعد ذلك ما تصنع ولا يمكنها معاداة القبائل كلها، ونسوق ديته.

فالجامعة العربية اتخذت بلحظات قرار طرد سوريا من الجامعة وهي طبعا لا تشرف السوريين ان يكونوا جزءا من جامعة عبرية، جامعة مفرقة لازالت تتعثر في عقد جلسة طارئة لبحث ما يجري من ذبح للفلسطينين في غزة والضفة الغربية... ويكفينا هذا المثال، فهذه الجامعة اتعس من ان نرفع من شأنها اكثر.

نقولها ببساطة فقد جسد قولنا الامام الحسين (عليه السلام) سنة واحد وستين للهجرة حين خاطب العربان الذين احاطوا بآل بيت رسول الله (ص) اذ قال: ان لم يكن لكم دين كونوا احرارا في دنياكم.

فاما الدين فلا يمكن ان يتبعه ابن سلمان هذا وقد اتخذ من اليهود والنصارى اولياء له، بينما يذبخ المسلمين في اليمن، واما التحرر فقد جسد ال سعود والخليفة العبودية لترامب ونتنياهو بأقوى صورها ولم يتبق سوى تقديم ملابسهم اليهم، عسى ان يجعلوهم يحكمون لعدة ايام اخر، اليس ترامب قد قالها على رؤوس الاشهاد ان هذه الدول لا تستطيع ان تصمد لاسبوع دون الدعم الامريكي، اذن فعليها ان تدفع المال وهو ليس مالهم بل مال العرب واما العقال فنظن ان الفرح بانبطاحه تحت ترامب على مرأى من زوجته وكل العالم وفي وضح النهار، فلن يجعل منه العقال رجلا حتى وان عقده على بطنه وهذا حال الاعراب الذين هم اشد كفرا ونفاقا.


* بقلم : رائد دباب - اذاعة طهران العربية

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة