معروف إن خلال مدة المقاطعة والتي دامت ثلاث سنين في شعب أبي طالب لم ينقطع الوحي من النزول، ولم يكن من كتّاب الوحي سوى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولم يكن في الشعب أحد من الصحابة المصنفين من كتاب الوحي.
السؤال : فمن كتب الوحي خلال تلك السنين الثلاث؟ وماذا نزل من الذكر الحكيم خلال تلك المدة المهمة؟
الجواب: الجواب يتم برسم أمور:
1- ان أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ كان يكتب الوحي من بدء نزوله، وقد كتب القرآن كله بإملاء رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال ـ عليه السَّلام: "فما نزلت على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ آية من القرآن إلا ّ اقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصها وعامها" [الكافي 62:1] ، وغيرها عنه كثير بنفس المضمون، وهي صريحة في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليهما السَّلام ـ كتب الوحي كله، وهو يشمل القرآن النازل في الشعب قطعاً.
وأما هل كتب غيره الوحي النازل في الشعب؟ فليس عندنا نص على أحد غيره فلا نستطيع الإثبات كما لا نستطيع النفي، فإن الأمر يعرف من الأخبار، وليس لنا القطع إلا بأن علياً ـ عليه السَّلام ـ قد كتب الوحي في الشعب خاصة ، وأن من نص المحققين على أنه من كتاب الوحي لم يكن أحد منهم موجوداً في شعب أبي طالب سنين المحاصرة، فلاحظ.
2- لقد نزلت في تلك الفترة الآيات الدالة على معجزة شق القمر، لأن المعجزة حدثت في تلك الفترة، وإن كان الأظهر أن هناك آيات أخر غيرها.
ولم نعثر على آيات نقل المفسرون أنها تذكر أيام الحصار في الشعب أو تشير إليها، ولعل الأمر يحتاج إلى تقص كامل.