خبير البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم أعزتنا المستمعين ورحمته وبركاته ونجدد اللقاء بكم عبر هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم الأسبوعي المتجدد سير القصائد آملين أن تقضوا معنا أجمل الأوقات وأطيبها مع روائع الشعر العربي عبر العصور.
المحاورة: مستمعينا الأحبة قصيدتنا لهذا الأسبوع هي القصيدة التي باتت تعرف بإسم "المساء" لشاعر القطرين وشاعر النزعة الانسانية والملاحم التاريخية خليل مطران الذي سيحدثنا عنه وعن شعره وشخصيته ضيف البرنامج الدائم الأستاذ الدكتور سعد الشحمان الذي شرفنا بحضوره في الأستوديو. نرحب بك ضيفنا الكريم كل الترحيب.
الشحمان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله. ولنا ايضاً الشرف في هذا اللقاء الذي يجمعنا معكم ومع مستمعينا الكرام
المحاورة: شكراً، نرجو منك أن تتحفنا كما عودتنا كل أسبوع بمعلومات حول الشاعر وأسلوبه الشعري والإسهامات التي أسهم من خلالها في تجديد وإحياء الشعر العربي شكلاً ومضموناً فمن المعلوم أن خليل مطران يعد من المجددين في الشعر العربي في العصر الحديث. تفضل
الشحمان: نعم إن شاء الله نأمل أن نكون عند حسن ظنكم وعند حسن ظن مستمعينا الكرام. الشاعر الذي سوف نتحدث عنه في هذه الحلقة كما تفضلتم هو الشاعر اللبناني المولد والمنشأ والذي قضى معظم حياته في مصر لذلك لقب بشاعر القطرين وعاش في فترة متميزة. ولد في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وإمتدت حياته حتى نهاية النصف الأول من القرن العشرين. هذا الشاعر المتميز والذي يحتل مكانة متميزة بين شعراء تلك الفترة والذي يعتبر الحد الفاصل بين عهد النهضة وبين عهد التجديد في الشعر العربي، هذا الشاعر جمع عدة خصائص ميزته عن الشعراء الآخرين وهو أنه كان ذا حظ وافر من الثقافة الأجنبية ومن الثقافة العربية الكلاسيكية في نفس الوقت فجمع بين هاتين الثقافتين. ايضاً لم يكن شاعراً فحسب رغم أنه إشتهر في مجال الشعر وعرف كشاعر ولكنه ايضاً كان من كبار الكتاب فقد عمل مدة يعتد بها من حياته في مجال التاريخ وفي مجال الترجمة. هذه الثقافة التي تمتع بها خليل مطران كان لها تأثير في إتجاهاته الشعرية فمعرفته بالتاريخ والثقافة التاريخية العريضة التي كان يمتلكها بالإضافة الى الموهبة الشعرية التي تجسدت في تلك الروائع التي تركها لنا في مجال التاريخ والتي كتبها حول التاريخ العربي وحول التاريخ اليوناني وحتى حول التاريخ الفارسي. له ملحمة كبيرة جداً في زاوية من زوايات التاريخ الإيراني تعرف بإسم مقتل بزرجمهر او بوزرجمهر كما يقال ويعتبر من المجددين في هذا المجال وربما يعتبر اول شاعر بعد شوقي إهتم بالشعر القصصي والتصويري ووظف التاريخ في صياغة قصائد ملحمية رائعة في هذا المجال. كما كانت له نزعات اجتماعية ونزعات انسانية يعني يعتبر خليل مطران من نوع الشعراء المفرطي الحساسية والتأثير بالواقع الذي يعيشونه ويعكسون هذا التأثر في أشعارهم لذلك نرى بالإضافة الى الموضوعات الانسانية والتاريخية نرى الكثير من القضايا الاجتماعية التي طرحها خليل مطران حتى أنه أعتبر من الشعراء مثلاً اذا ذهبنا الى العراق نرى مثلاً معروف الرصافي الذي عرف في مجال المواضيع الاجتماعية. اذا ذهبنا الى مصر نجد حافظ ابراهيم الذي طرح الكثير وعالج الكثير من المواضيع الاجتماعية واذا ذهبنا الى لبنان حيث خليل مطران نرى أنه يعتبر من الشعراء المتميزين الذين طرحوا المواضيع الاجتماعية في أشعارهم وهناك معلومات اخرى لكن الوقت لايسمح لنا فنكتفي بهذا القدر ونعتذر من المستمعين الكرام.
المحاورة: شكراً في نهاية اللقاء لايسعني أستاذ إلا أن أقدم لك جزيل الشكر على تقديمك هذه الصورة التي رسمتها لنا وللأخوة المستمعين عن شاعر يعتبر من أساطين الشعر العربي المعاصر، شكراً لك.
الشحمان: حياكم الله
المحاورة: أستاذ نستودعك الله والآن نعود الى المستمعين الكرام لنواصل المشوار عبر إنشاد مقاطع من رائعة خليل مطران "المساء" نرجو منكم المتابعة.

داء ألمّ فخلت فيه شفائي

من صبوتي فتضاعفت بُرحائي

يا للضعيفين إستبدا بي وما

في الظلم مثل تحكّم الضعفاء

قلب أذابته الصبابة والجوى

وغلالة رثت من الأدواء

والروح بينهما نسيم تنهد

في حالي التصويب والصعداء

والعقل كالمصباح يغشى نوره

كدري ويضعفه نضوب دمائي

هذا الذي أبقيتيه يامنيتي

من أضلعي وحشاشتي وذكائي

إني أقمت على التعل بالمنى

في غربة قالوا تكون دوائي

إن يشفي هذا الجسم طيب هواءها

أيلطف النيران طيب هوائي؟

او يمسك الحوباء حسن مقامها

هل مسكة في البعد للحوباء؟

عبث طوى في البلاد وعلة

في علة منفاي لإستشفائي

متفرد بصبابتي متفرد

بكآبتي ومنفرد بعنائي

شاكي الى البحر إضطراب خواطري

فيجيبني برياحه الهوجاء

ثاوي على صخر أصم وليت لي

قلباً كهذه الصخرة الصماء

يا للغروب وما به من عبرة

للمستهام وعبرة للرائي

ولقد ذكرتك والنهار مودع

والقلب بين مهابة ورجاء

فكأن آخر دمعة للكون قد

مزجت بآخر أدمعي لرثائي

وكأنني آنست يومي زائلاً

فرأيت في المرآة كيف مسائي

المحاورة: مستمعينا الأعزة ها هي ذي دقائق البرنامج تتصرم وتؤذن بالإنتهاء ولكن مايبعث فينا البهجة والسرور علمنا بأننا سنلتقيكم في حلقة الأسبوع القادم بإذن الله مع قصيدة اخرى وشاعر آخر محملين بصور فنية رائعة اخرى من رياض الشعر العربي فكونوا في إنتظارنا، الى اللقاء.