البث المباشر

معلقة عنترة بن شداد العبسي

الأحد 21 يوليو 2019 - 11:51 بتوقيت طهران

خبير البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
المحاورة: مستمعينا عن شخصية عنترة وأخلاق الفرسان التي كان يتمتع بها وعن المنعطفات الرئيسة البارزة التي مرّ بها في حياته وتركت بصمات واضحة على حياته إستضاف البرنامج الأستاذ الدكتور سعد الشحمان المتخصص في الأدب العربي ليُسلط الضوء على تلك الجوانب من شخصية شاعرنا، نرحب بكم ضيفنا الكريم الأستاذ الدكتور سعد الشحمان فاهلاً ومرحباً بكم في هذا البرنامج
الشحمان: ونحن أيضاً نرحب بكم ويسرنا أن نلتقيكم والأخوة المستمعين في هذا اللقاء المُتجدد
المحاورة: شكراً لكم، راجين منكم أن تقدموا لنا وللمستمعين الأفاضل لمحات عن حياة الشاعر وشخصيته وأسلوبه الشعري.
الشحمان: في الحقيقة حضرتك تفضلت او سلطتم الضوء على بعض الجوانب عن حياة عنترة ولاحاجة لتكرارها فنكتفي بالقول إن هذا الشاعر الفارس عنترة بن شداد كان وكما هو معلوم للجميع بالفروسية ونظم الشعر والجمع بين الفروسية والشعر لذلك يُعتبر احد الشعراء الفرسان كما كان يُعرف بالخلق السمح.
هذا الشاعر قصته معروفة فكما نعلم هذا الرجل ذاق في صباه ذل العبودية والحرمان وذاق شظف العيش والمهانة لأن أباه لم يستلحقه بنسبه فتاقت روحه المُتعطشة للحرية والإنعتاق فكان كما ذكرتم في القصة المعروفة عنه كان يدوذ عن أرض قبيلته ويحمي عرض هذه القبيلة وكان دائماً يُشير في شعره الى طبيعته العفيفة كما نُلاحظ ذلك في قوله في معلقته:

يُنبأك من شَهد الوقيعة أنني

أغشى الوغى وأعف عند المغنم


هذه الأبيات تتكرر كثيراً في معلقة هذا الشاعر والتي يُردد فيها المعاني الإنسانية النبيلة ومع ذلك فإن محنة هذا الشاعر جاءت من أمه فقد كانت أمه جارية وقد إعتاد العرب في لك الوقت على أن لايلحقوا بنسبهم الأشخاص المنحدرين من الجواري إلا اذا أظهروا البطولة والشجاعة وأظهروا إستحقاقهم للحرية والعتق.
المحاورة: كما فعل عنترة
الشحمان: كما فعل عنترة وبها الموقف الذي وقفه تخلّد إسمه في التاريخ ونسبت اليه الكثير من القصص وهذا هو ما حدث لعنترة الذي إشترى حريته بسيفه ويراعه أقصد لسانه الشعري وأثبت أن الإنسان هو الذي يصنع نفسه وهو الذي يصنع مصيره بغض النظر عن أصله وجنسه ولونه ونسبه كما يُعلن ذلك شاعرنا في هذين البيتين:

لاتسقني ماء الحياة بذلة بل

فإسقني بالعز كأس الحنظل

ماء الحياة بذلة كجهنم

وجهنم بالعز أطيب منزل


المحاورة: شكراً جزيلاً لهذه الإيضاحات، نأخذ فاصل قصير ثم نواصل الحديث رافقونا مسـتميعنا الكرام
المحاورة: مستمعينا الكرام من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران وكان معنا في الأستوديو الدكتور سعد الشحمان نحييه من جديد وهو تحدث لنا عن معلقة عنترة بن شداد العبسي. نعود الى ضيفنا أهلاً بكم حبذا لو تحدثونا عن الأبيات التي لم نذكرها في البرنامج وهي من ضمن هذه المعلقة
الشحمان: في الحقيقة هي معلقة طويلة ووقت البرنامج لايسمح لنا بأن نستعرض كل أبياتها ولكن سوف نُشير الى بعض الأبيات الأخرى
المحاورة: نعم يعني الأبيات التي تتضمن معاني اذا أمكن القول معاني انسانية وسامية
الشحمان: نعم هناك الكثير من هذه الأبيات التي يُشير فيها الى المعاني التي تفضلتم بها وخاصة عندما يوجه الشعر خطابه الى إبنة عمه مرة أخرى
المحاورة: عبلة
الشحمان: نعم عبلة، سائلاً إياها أن تسأل الفرسان الآخرين الذين شهدوا معه المواقع والحروب وعن شجاعته وبطولاته وجولاته التي دوّخ بها الأعداء وجندل الفرسان الأبطال
المحاورة: عن فروسيته
الشحمان: عن فروسيته وعن بعض الصفات الإنسانية الرفيعة الأخرى وهذه الصفات لطالما إفتخر بها الفرسان على مر التاريخ. يُقدم لنا الشاعر عنترة لوحة رائعة مُخضبة بلون الدم ومُشرقة في نفس الوقت، مُشرقة بأخلاق الفروسية في قوله:

هلا سألت القوم ياإبنة مالك

إن كنت جاهلة بما لم تعلم

يُخبرك مَن شهد الوقيعة أنني

أغشى الوغى وأعف عند المغنم


ومُدججاً يعني رب مُدجج، رب بطل مُدجج بالسلاح
ومُدججاً كره الكُمات نزاله، والكمات جمع الكمي والكمي هو الطبل الصنديد
المحاورة: ياله من كلام رائع. دكتور نشكر لحضوركم ونشكر إيضاحاتكم حول معلقة عنترة بن شداد العبسي شكراً جزيلاً لحضوركم
الشحمان: عفواً على امل إن شاء الله أن نقدم الشيء الجديد
المحاورة: إن شاء الله في الحلقة المقبلة نتحدث عن شاعر آخر وعن قصيدة اخرى، أعزائي الكرام كنتم برفقة هذه الحلقة من برنامج سير القصائد من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران حتى المُلتقى أطيب التحيات والمنى ودمتم في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة