خبير البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
المحاورة: أحبتنا متذوقي الأدب والشعر نبدأ حلقتنا لهذا الأسبوع ببث الحديث الذي أدلى به ضيف برنامجنا الأستاذ الدكتور سعد الشحمان حول لمحات من حياة الشاعر عمرو بن كلثوم وشخصيته والقصة المعروفة التي كانت السبب الذي دفعه الى إنشاد معلقته الخالدة الرائعة إرتجالاً وعلى البديهة فاهلاً ومرحباً بضيفنا الكريم الدكتور سعد الشحمان
الشحمان: أهلاً ومرحباً بكم يسرني أن ألتقيكم والمستمعين الكرام من جديد
المحاورة: شكراً لحضوركم، هلا حدثتمونا الدكتور سعد الشحمان عن شخصية الشاعر وإستعرضتم بعض اللمحات البارزة من حياته، طبعاً راجين أن تُركّزوا حديثكم على القصة والمناسبة التي دفعت الشاعر الى إنشاد قصيدته الحماسية هذه إرتجالاً ودون سابق إعداد لها
الشحمان: بسم الله الرحمن الرحيم شاعرنا لهذه الحلقة هو الشاعر الفارس عمرو بن كلثوم بن مالك وهو كما ذكرتم من قبيلة بني تغلب وكان شاعراً فارساً عاش في الجاهلية وقيل إنه كان من المُعمّرين حتى أن بعض الرويات قالت إنه عاش مئة وخمسين عاماً والله أعلم. لقد بلغ نبوغ هذا الشاعر وذكاءه أنه إستطاع أن يتزعّم قبيلته تغلب وهو في سن مُبكرة، في سن الخامسة عشرة من عمره.
ولد هذا الشاعر في شمال جزيرة العرب في بلاد ربيعة وأقصد في بلاد الجزيرة وتجوّل فيها وفي بلاد الشام والعراق ونجد، عُرف هذا الشاعر بالإضافة الى فروسيته بأنه قتل ملك الحيرة في ذلك الوقت عمرو بن هند وقصة قتله لهذا الملك والتي كانت السبب لإنشاده هذه المعلقة الحماسية الخالدة أن الرواة رووا أن الملك سأل ذات يوم جلساءه قائلاً: هل تعلمون احداً من العرب، علماً أن هذا الملك كان قد وصل به الكبر والغرور بأن يذل القبائل العربية جميعها. فسأل جلساءه ذات يوم هل تعرفون أجداً من العرب تأنف أمه من خدمة امي؟ قالوا لانعلم إلا ليلى بنت المُهلهل بن ربيعة وهي أم هذا الشاعر الذي كان سيد قبيلة تغلب فما كان من عمرو بن هند إلا أن أرسل في طلب عمرو بن كلثوم يستجيره أي يطلب منه زيارته هو وأمه وسأله أن يصحب معه أمه فأقبل عمرو بن كلثوم من بلاد الجزيرة في جماعة من قومه وكانت والدته معه ودخل على الملك في رواقه أي في الخيمة الكبيرة التي إعتاد أن ينصبها بين الحيرة وبين الفرات وكانت أمه تتمتع بصفات السيادة وقد كانت بنت الفارس المعروف المُهلهل بن ربيعة الذي تحوّل الى بطل أسطوري وعُرف في القصص الشعبية بالزير سالم. دخلت والدة الشاعر على ام الملك هند في قبتها وعندما حان وقت الطعام قالت هند لليلى: ناولينا ذلك الطبق!
أجابت والدة الشاعر: لتقم صاحبة الحاجة اليه!
فأعادت عليها ذلك وألحّت على ليلى حتى صاحت ليلى قائلة: وا ذلاه، يالتغلب!!
فسمعها إبنها عمرو بن كلثوم فإختطف سيفاً لعمرو بن هند وضرب به رأسه حتى مات ونادى قومه ونهبوا جميع مافي الرواق وساقوا إبله وعادوا الى الجزيرة ولكن هذه الحادثة أدت في نفس الوقت الى وقوع هذه القبيلة في المتاعب فقد قاسى أفراد هذه القبيلة، قبيلة بني تغلب الكثير من العناء بعد هذه الحادثة وطاردهم المناذرة وضيّقوا عليهم حتى توجهوا نحو الغساسنة في الشام ومالبثوا أن إختلفوا معهم وإندلعت الحرب بين الفريقين وبقي عمرو بن كلثوم يتجوّل ويصول بين القبائل العربية يُثير الحماسة والجرأة في نفوس أبناء قبيلته حتى إصطدم بقبيلة بني حنيفة في اليمامة وقُتل على يد فارس هذه القبيلة وكان مقتله في الجزيرة الفراتية. أما بالنسبة الى شعره فإن من أشهر شعره او الشعر الوحيد الذي روي عنه
المحاورة: معلقته
الشحمان: نعم معلقته التي مطلعها:
ألا هبّي بصحنك فأصبحينا
ولات بقي خمور الأندرينا
ويُقال إنها في نحو ألف بيت ولم يبق منها إلا من نقله الرواة وهي قصيدة رائعة وخالدة ومليئة بالمعاني الحماسية وكانت السبب في شهرة الشاعر حتى لُقب الشعر الوحيد وهذه القصيدة ولُقب عمرو بن كلثوم بشاعر القصيدة الواحدة.
المحاورة: نعم شكراً لكم الدكتور سعد الشحمان على هذه الإيضاحات حول الشاعر عمرو بن كلثوم ومعلقته، شكراًجزيلاً لكم
الشحمان: عفواً وأنا أقدم شكري لكم وللمستمعين الكرام على حسن متابعتهم.