بسم الله وله الحمد مجيب الدعوات وقاضي الحاجات، وأطيب صلواته وتحياته على سفن النجاة وصفوة الهداة ابي القاسم محمد المصطفى وآله مصابيح الهدى.
السلام عليكم أيها الأحباء ورحمة الله يسرنا أن نكون معكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نعزز فيها يقيننا باستجابة الله لدعوات عباده من خلال نقل طائفة من روايات استجابة الدعاء في سيرة سبط المصطفى وشبل المرتضى وكريم آل العبا مولانا الإمام أبي محمد الحسن المجتبى- صلوات الله عليه، تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل الرواية الأولى نقرأها من المقدمة التي كتبها في أصول الدين لرسالته العملية المرجع الورع آية الله الشيخ الوحيد الخراساني، وهي مروية في عدة من المصادر المعتبرة وتحمل عبرة مهمة في بيان جميل لطف الله بعباده الصالحين، روي عن مولانا أبي عبد الله الامام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: خرج الحسن بن علي في بعض عمرة – أي في أداء عمرة لبيت الله – ومعه رجل من ولد الزبير، كان يقول بإمامته، فنزلوا من تلك المناهل تحت نخل يابس قد يبس من العطش، ففرش للحسن (عليه السلام) تحت نخلة، وللزبيري تحت أخرى، فقال الزبيري: لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه. فقال له الحسن (عليه السلام): وإنك لشتهي الرطب، فقال الزبيري: نعم، فرفع يده إلى السماء فدعا بكلام، فاحضرت النخلة، ثم صارت إلى حالها، وأورقت، وحملت رطبا، فقال الجمال الذي اكتروا منه: سحرٌ والله. فقال له الحسن (عليه السلام):
ويلك ليس بسحر، ولكن دعوة ابن نبي مستجابة، فصعدوا، وصرموا ما كان في النخلة وكفاهم.
مستمعينا الأفاضل، كانت هذه من دعوات مولانا المجتبى في إيصال الخير للمؤمنين ليزدادوا إيماناً، ومن دعواته- عليه السلام- لدفع الأذى عن عباد الله ما روي في كتاب المناقب للحافظ المازندراني، قال الراوي:
(استغاث الناس من زياد بن أبيه عامل معاوية إلى الحسن بن علي (ع) فرفع يده وقال: اللهم خذ لنا ولشيعتنا من زياد بن أبيه وأرنا فيه نكالا عاجلا انك على كل شيء قدير، قال الرواوي:
فخرج خراج في ابهام يمينه، يقال لها السلعة، وورم إلى عنقه فمات).
ومن هذا النوع من الدعوات الحسينية لدفع الأذى عن المؤمنين ما رواه السيد علي بن طاووس في كتاب المجتنى، نقلا من كتاب دفع الهموم والأحزان، لأحمد بن داود النعماني، قال: شكا رجل إلى الحسن بن علي عليهما السلام، جارا يؤذيه، فقال له الحسن عليه السلام: ( إذا صليت المغرب، فصل ركعتين، فقل: يا شديد المحال، يا عزيزا ذلت بعزتك جميع ما خلقت، اكفني شر فلان بما شئت) قال الراوي: ففعل الرجل ذلك، فلما كان في جوف الليل، سمع الصراخ وقيل: فلان قد مات الليلة وقد نقلت رواية أخرى مشابهة في كتب الجمهور فقد نقل الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار، قال: شكا رجل إلى الحسن عليه السلام مظلمة، فقال: (إذا صليت الركعتين بعد المغرب، فاسجد وقل: يا شديد القوى يا شديد المحال، يا عزيزا ذللت بعزتك جميع من خلقت، صل على محمد وآل محمد، واكفني مؤنة فلان بما شئت) فلم يرع الا بالواعية في الليل، فسأل عنها، فقيل: مات فلان فجأة.
نعود الى مقدمة كتاب منهاج الصالحين للمرجع الورع آية الله الشيخ الوحيد الخراساني وهذه الرواية المؤثرة قال:
في الصحيح – أي بسند صحيح – عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد الله الصادق وأبي جعفر الباقر (عليهما السلام)، فقلت لهما: أنتما ورثة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال الباقر- عليه السلام-: نعم، قلت: فرسول الله وارث الأنبياء، علم كل ما علموا، فقال لي: نعم. فقلت: أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص؟ فقال لي: نعم، بإذن الله. ثم قال: ادن مني يا أبا محمد، فمسح يده على عيني ووجهي، فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شيء في الدار، قال: أتحب أن تكون هكذا، ولك ما للناس، وعليك ما عليهم يوم القيامة، أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟ قلت:
أعود كما كنت، قال: فمسح على عيني، فعدت كما كنت.
وها نحن نصل مستمعينا الافاضل الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (دعواتٌ وإجابات) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبل الله منكم الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين والحمد لله رب العالمين.