بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أحب الخلق إلى الله رسول الله وآله الهداة إلى الله. السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء، على بركة الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج ننقل لكم فيها روايتين عن استجابة الله عزوجل لدعوات وليه الإمام المرتضى – عليه السلام – إظهارا لحقه ومجازاة لأعدائه.. تابعونا مشكورين.
الرواية الأولى – مستمعينا الأفاضل – تحكي دعوة سيد الوصيين – عليه السلام – على من أبى أن يشهد بشأن حادثة الغدير، وقد رواها كثير من المؤرخين من الفريقين... ونحن ننقلها من كتاب (الخصال) للشيخ الصدوق فقد رواها بسنده (عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله منهم أنس بن مالك، والبراء بن عازب والأشعث بن قيس الكندي وخالد بن يزيد البجلي، ثم أقبل على أنس فقال: يا أنس إن كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتي يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة، وأما أنت يا أشعث فإن كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتك، وأما أنت يا خالد بن يزيد فإن كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية، وأما أنت يا براء بن عازب فإن كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه.
أعزائنا المستمعين، وقبل أن نكمل نقل رواية الصحابي الجليل جابر الأنصاري نشير إلى أن دعوة الإمام المرتضى – عليه السلام – على براء بن عازب بأن يميته الله حيث هاجر، إشارة إلى أن ميتته ستكون جاهلية وفي ظل التعرب بعد الهجرة فقد قبل ولاية الطاغية معاوية على اليمن ومات فيها.
جاء في تتمة رواية كتاب (الخصال): قال جابر بن عبد الله الأنصاري: والله لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه، وهو يقول: الحمد لله الذي جعل دعاء أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة فأعذب، وأما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله أن يدفنوه وحفر له في منزله فدفن، فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على باب منزله – أي كما يفعلون في الجاهلية –. وأما براء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن فمات بها ومنها كان هاجر.
مستمعينا الأفاضل، والرواية الثانية هي بشأن دعوة أميرالمؤمنين – عليه السلام – على أحد مرتزقة معاوية هو بسر بن أرطأة الذي أسرف في سفك دماء المسلمين، قال الشيخ عباس القمي – رضوان الله عليه – في الجزء الأول من كتابه (الكنى والألقاب): اعلم أنه قد استجيب دعاء أميرالمؤمنين علي (ع) على كثير أشرنا إلى بعضهم في سفينة البحار منهم: بسر بن أرطأة وهو الذي بعثه معاوية في ثلاثة الاف إلى الحجاز وأمره بقتل شيعة علي ونهب أموالهم وكان بسر خذله الله قاسي القلب فظا سفاكا للدماء فسار حتى أتى المدينة وصعد المنبر وهددهم وأوعدهم وبعد الشفاعة أخذ منهم البيعة لمعاوية وجعل عليها أبا هريرة وأحرق دورا كثيرة وخرج إلى مكة ودخلها بسر فشتم أهلها وأنبهم وأخذ سليمان وداوود ابني عبيد الله بن العباس فذبحهما، وقتل فيما بين مكة والمدينة رجالا وأخذ أموالا ثم خرج من مكة وكان يسير ويفسد في البلاد حتى أتى صنعاء وهرب منها عبيد الله بن العباس عامل علي وسعيد بن نمران عامله على الجند فدخلها بسر وقتل فيها ناسا كثيرا إلى أن بعث أميرالمؤمنين (ع) جارية بن قدامة في الفين في أثره ففر بسر إلى الشام فدعا عليه أميرالمؤمنين (ع) بأن لا يموت حتى يسلب عقله فاستجاب الله دعاءه فلم يلبث بعد ذلك يسيرا حتى وسوس وذهب عقله وكان يهذي بالسيف ويقول أعطوني سيفا أقتل به، لايزال يردد ذلك حتى اتخذ له سيفا من خشب، وكانوا يدنون منه المرفقة فلا يزال يضربها حتى يغشى عليه فلبث كذلك إلى أن مات لعنه الله في أيام الوليد بن عبد الملك سنة ۸٦.
تقبل الله منكم أعزائنا جميل الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (دعوات وإجابات) الذي يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكرا لكم ودمتم بكل خير.