بسم الله وله الحمد والثناء مجزل العطاء ومنزل البركات، والصلاة والسلام على صفوته الرحماء سيد الأنبياء محمد وآله الطيبين الأوصياء.
سلام عليكم أعزائنا المستمعين ورحمة من الله وبركات، أهلا بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج ننقل لكم فيها ثلاث حكايات عن الدعوات المجابات وتعليم من الإمام الصادق – عليه السلام – لعلمين عباديين ناجعين في قضاء الحوائج، تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، روي في كتاب الأمالي للشيخ أبي جعفر الطوسي – رضوان الله عليه – عن محمد ابن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: جاء رجل إلى سيدنا الصادق (عليه السلام) فقال له: يا سيدي أشكو إليك دينا ركبني وسلطانا غشمني، وأريد أن تعلمني دعاء أغتم به غنيمة أقضي بها ديني، وأكفي بها ظلم سلطاني، فقال – عليه السلام –: إذا جنك الليل فصل ركعتين اقرأ في الركعة الأولى منهما الحمد وآية الكرسي، وفي الركعة الثانية الحمد وآخر الحشر من قوله عزوجل "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل" إلى خاتمة السورة. ثم خذ المصحف فدعه على رأسك وقل: اللهم بهذا القرآن وبحق من أرسلته وبحق كل مؤمن فيه، وبحقك عليهم، فلا أحد أعرف بحقك منك، بك يا الله عشر مرات، ثم تقول: يا محمد عشر مرات، ياعلي عشر مرات، يا فاطمة عشر مرات، يا حسن عشر مرات، يا حسين عشر مرات، يا علي بن الحسين عشر مرات، يا محمد بن علي عشر مرات، يا جعفر بن محمد عشر مرات، يا موسى بن جعفر عشر مرات، يا علي بن موسى عشر مرات، يا محمد بن علي عشرا يا علي بن محمد عشرا يا حسن بن علي عشرا، ثم قل بالحجة عشرا ثم تسأل حاجتك. قال الراوي سليمان الديلمي: فمضى الرجل فعاد إلى الإمام – عليه السلام – بعد مدة وقد قضى الله دينه وصلح له سلطانه، وعظم يساره.
ولا يخفى عليكم – مستمعينا الأفاضل – أن هذا الدعاء الشريف شبيه جدا بدعاء نشر المصاحف المندوب لتلاوته والتقرب إلى الله عزوجل في ليالي القدر، ويستفاد من الرواية بإمكان أصحاب الحوائج التوسل إلى الله لقضاء حوائجهم في أي وقت غير ليالي القدر أيضا بقراءة هذا الدعاء بعد صلاة ركعتين في الليل بالحمد وآية الكرسي في الأولى والحمد وآخر الحشر في الثانية كما ورد في الرواية.
وثمة عمل عبادي آخر علمه الإمام الصادق – عليه السلام – لوالدة توفي ولدها فتوسلت به إلى الله فأحيا عزوجل ولدها، روى العلامة الجليل ابن إدريس الحلي في كتاب السرائر عن العبد الصالح جميل بن دراج قال: كنت عند أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فدخلت عليه امرأة فذكرت أنها تركت ابنها بالملحفة على وجهه ميتا، فقال – عليه السلام – لها: لعله لم يمت، فقومي فاذهبي إلى بيتك، واغتسلي وصلي ركعتين، وادعي وقولي "يا من وهبه لي ولم يك شيئا جدد لي هبته" ثم حركيه ولا تخبري بذلك أحدا، قال: ففعلت فجاءت فحركته فإذا هو قد بكى!
وأخيرا ننقل لكم حكاية فيها عبره جميلة عن بركات دعاء الوالدين لأولادهم قال القطب الراوندي في كتاب لب اللباب: حكى ابن الأشجعي قال: إني كنت في أسر العدو، وهم يبعثوني مع جمالهم إلى الرعي كل يوم، وحولي جماعة منهم، فرأيت يوما خلوة منهم، فركبت ناقة وسقتها، فجاء بعدي تمام المائة، يعني لحقته الجمال الأخرى فجاء بها غنيمة لمعسكر المسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وآله: "هي كلها لك، والله ساقها لك لدعاء والدك".
رزقنا الله وإياكم بر الوالدين في الدنيا والآخرة والتنعم ببركات صالح دعواتهما إنه سميع مجيب.
وبهذا ينتهي لقاؤنا بكم أيها الأحبة ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (دعوات وإجابات) استمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.