بسم الله وله خالص الحمد والمجد ذوالفضل والإنعام والجود والإحسان، والصلاة والسلام على سفن النجاة والأمان وينابيع الرحمة والرضوان أبي القاسم محمد وآله أمناء الرحمان.
السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله، تحية مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع حلقة أخرى من هذا البرنامج ومع طائفة جديدة من حكايات الدعوات المجابات. تابعونا على بركة الله.
أعزائنا المستمعين، نقلنا لكم في حلقات سابقة من هذا البرنامج، روايات عدة عن دعوات صدرت عن أهل بيت النبوة – عليهم السلام – لدفع الأذى عن الحيوانات نتيجة لظلم نزل بها من أصحابها، وفي هذا اللقاء نبدأ برواية هدد فيها الإمام الجواد – عليه السلام – صاحب شاة بالدعاء عليه إن لم يدع ظلم شاته، روى الفقيه الجليل والعالم الزاهد ابن حمزة الطوسي في كتاب الثاقب في المناقب عن علي بن أسباط، قال: خرجت مع أبي جعفر – يعني الإمام الجواد – عليه السلام وهو راكب على حمار، فمر بقطيع غنم، فتركت شاة الغنم وعدت إليه وهي ترغو فاحتبس عليه السلام، وأمرني أن أدعو الراعي إليه، ففعلت، فقال أبو جعفر عليه السلام: أيها الراعي، إن هذه الشاة تشكوك وتزعم أن لها رجلين وأنك تحيف عليها بالحلب، فإذا رجعت إلى صاحبها بالعشي لم يجد معها لبنا، فإن كففت من ظلمها، وإلا دعوت الله تعالى أن يبتر عمرك. فقال الراعي: إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، وأنك وصيه، أسألك لما أخبرتني من أين علمت هذا الشأن؟ فقال أبوجعفر عليه السلام: نحن خزان الله على علمه وغيبه وحكمته، وأوصياء أنبيائه، وعباد مكرمون.
مستمعينا الأفاضل، وقد رويت في مصادر الفريقين عدة روايات في حوادث مماثلة جرت مع النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – نقل عددا منها الحافظ البيهقي في كتاب دلائل النبوة وغيره، وروى الفقيه الجليل السيد قطب الدين الراوندي في كتاب (الخرائج والجرائح) قال: (روى عن المفضل بن عمر قال: كنت أمشي مع أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام بمكة إذ مررنا بامرأة بين يديها بقرة ميتة، وهي مع صبية لها يبكون فقال عليه السلام لها: ما شأنك؟ قالت: كنت أنا وصبياني نعيش من هذه البقرة وقد ماتت، لقد تحيرت في أمري. قال: أفتحبين أن يحييها الله لك؟ قالت: أو تسخر مني مع مصيبتي؟! قال: كلا ما أردت ذلك، ثم دعا بدعاء، ثم ركضها برجله، وصاح بها، فقامت البقرة مسرعة سوية).
وقد روي في عدة من المصادر حادثة مماثلة جرت مع مولانا الإمام موسى بن جعفر الكاظم – عليه السلام – وقد نقلناها في حلقة سابقة من هذا البرنامج.
ومن الدعوات المجابات ما تضمنته الرواية التالية المروية في مصادر الفريقين أيضا، مثل فيض القدير والغارات وشرح الأخبار وغيرها ضمن قصة قتل الطاغية الأموي معاوية للعبد الصالح حجر بن عدي الكندي من خيار أصحاب الإمام علي – عليه السلام – فقد روي أنه عندما كان محبوسا في بستان في (مرج عذراء) أصابته ما توجب الغسل، فقال للسجان: أعطني من الماء شرابي اليوم وغدا لأتطهر به ولا أطلب منك شيئا. قال السجان: أخاف أن تموت عطشا فيقول معاوية أنت قتلته! قال: فبنى حجر حجارا أي حوضا ودعا الله فأسكبت سحابة فصبت من الماء ما أراد، فتطهر حجر! فقال له بعض أصحابه: لو دعوت الله أن يخلصنا لفعل! فقال حجر: اللهم خر لنا كررها ثلاثا ولم يطلب من الله غير ذلك، حتى مضى شهيدا صابرا على ولاية أهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام –.
وأخيرا ننقل لكم مستمعينا الأفاضل، حكاية إغاثة من الوصي المرتضى - عليه السلام – لضيوف الرحمان رواها جمال العارفين السيد علي بن طاووس في كتاب (الأمان)، قال – رضوان الله عليه: وجدت في حديث حذفت أسناده لأن المراد العمل بمقتضاه إن الحاج تعذر عليهم وجود الماء حتى أشرفوا على الموت والفناء فغشي أحدهم فسقط إلى الأرض مغشيا عليه فرأى في حال غشيته مولانا عليا صلوات الله عليه يقول: ما أغفلك عن كلمة النجاة؟ فقال له: وما كلمة النجاة فقال (ع): تقول أدم ملكك على ملكك بلطفك الخفي وأنا علي بن أبي طالب فجلس الحاج من غشيته ودعا بها فأنشأ الله جل جلاله غماما في غير زمانه ورمى غيثا عاش به الحاج على عوائد عفوه وجوده وإحسانه.
وبهذا ننهي إخوة الإيمان لقاء اليوم من برنامجكم (دعوات وإجابات) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم بألف خير.